اليمن .. فساد بلا حدود !! مسئولين للطرارة يسافرون بالدرجة الأولى

في علم ٢٠١٠ التقيت الوزير البريطاني ألن دنكن خلال مشاركته في مؤتمر خصص لدعم اليمن للخروج من الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يمر بها ونظمه المركز الملكي للدراسات الاستراتيجية شاتام هاوس في العاصمة لندن ، كان الرجل يتحدث عن اليمن بشكل يثير للدهشة وحماسه الفياض لإيجاد مخارج تساعد على انتشاله من الوضع الذي وصل اليه .. اليوم يبدو ان المسؤول البريطاني اقل حماسة عن ذي قبل ، وبات ينتقد الوضع في اليمن لسبب عدم وجود رؤية لدى السلطة في تحديد خططها للاستفادة من المساعدات المالية التي سيقدمها أصدقاء اليمن خلال مؤتمرهم المقرر نهاية شهر ابريل الجاري ..

السلطة في اليمن وعوضا من ان تقوم بوضع أولوياتها في كيفية الاستفادة من هذه الأموال التي قد تم رصدها قبل اكثر من عام في مؤتمر نيويورك ، قامت بتعيين فريق برئاسة الاستاذ أمة العليم السوسوة هدفه التنسيق مع المانحين وكأن المشكلة بوجود منسق فقط ..

الوضع في اليمن مخيف خاصة مع زيادة عدد المسؤولين الفاسدين ، ولعل من السخرية ان اكون في احدى الرحلات من صنعاء الى لندن بطيران الإمارات بصحبة السفير البريطاني السابق نيكولاس هيبتون وكنا في الدرجة السياحية ، وكان على نفس الطائرة ثلاثة وزراء هم وزير الخارجية ابوبكر القربي ووزير المالية صخر الوجيه ومحمد السعدي وزير التخطيط ولكنهم في الطابق الأعلى وبالدرجة الاولى من طائرة ايرباص إيه ٣٨٠ الضخمة في طريقهم لحضور اجتماعات حول مساعدة اليمن اقتصاديا في لندن ..

تصوروا سفير الدولة المضيفة والداعمة لمساعدة اليمن في مقعد عادي وبين كومة الركاب العاديين في الدرجة السياحية ، الوزراء الذين يمثلون الدولة الطالبة للمساعدات في الدرجة الاولى ..

كيف سيصلح الوضع والفساد قد استشرى الى درجة وصلت الى هذا المستوى وزراء لا يخجلون من تبذيرهم بالمال العام ، يتصرفون وكأنهم أثرياء .. ألن دنكن أحبطته عدم وجود دولة وعدم وجود رؤية وعدم وجود خطة لاستيعاب المساعدات التي اما ستأتي عبر دول خليجية أو من خلال دول تقدم مساعدات من أموال دافعي الضرائب ..

البلاد تسير نحو كارثة محققه لان النوايا في التغيير غير موجودة أساسا لا عند السلطة ولا عند أحزاب المعارضة فأصبح فسادهم بلا حدود ولا سقف له ، كما ان العالم لن يبقى محفظة مفتوحة لزيادة الفاسدين فسادا وزيادة الفقراء فقرا في اليمن ..

* السياسي والاعلامي : لطفي شطارة

* العنوان من اختيار - "شبوه برس"