لا ادري اي عقل عسكري أوعز للرئيس عبدربه منصور هادي وكيف قبل هو شخصيا ان يتم نقل اللواء محمد عبدالله الصوملي من زنجبار بعد ان سلمها لما يسمى بأنصار الشريعة احد اجنحة تنظيم القاعدة رغم كل الشواهد التي تثبث تورط الصوملي في تلك العملية ونقله بكل سهولة الى قيادة المنطقة العسكرية الأولى بسيئون ..
الحادث الإجرامي الذي نفذته عناصر تنظيم القاعدة وبالطريقة التي تمت في سيؤون في الساعات الاولى من صباح اليوم دليل قاطع ان عناصر هذا التنظيم لا تزال تحظى بدعم عسكري لوجيستيكي من قبل عناصر داخل الجيش .
وما انسحاب اللواء الصوملي وعودته الى صنعاء بطريقة مفاجئة دليل على دقة في التنسيق بين العناصر الإرهابية وبين قيادات عسكرية ، ويكفي متابعة الطريقة التي تمت فيها السيطرة ببضعة ساعات على وسط مدينة سيؤون من قبل قيادات في التنظيم وكأنها عملية إنزال لفرقة كوماندوس محترفة استطاعت السيطرة وأخذ صور لأحد اهم قيادات التنظيم وبثها على شبكة التواصل الاجتماعي كرسالة من التنظيم للرئيس هادي ووزير الدفاع محمد ناصر مفادها " نحن هنا وسنبقى طالما بقيت قيادات في الجيش او في الفرقة الأولى التابعة للواء علي محسن الأحمر تقدم لنا كل الدعم المطلوب" .
رسالة القاعدة من سيئون وانسحاب الصوملي المفاجئ منها وعودته اليها اليوم بعد نجاح عمليتها ، يجب ان تجعل الرئيس هادي يعيد كل حساباته التي على أساسها تمت هيكلة الجيش وإبقاء الفرقة دون ان تمسها هذه الهيكلة اولا ، ثم كيف ولماذا بقي الصوملي في حضرموت وكثير من البصمات تشير الى تورطه مع مهدي مقولة في تدمير ابين وتثبيث بنيان القاعدة فيها قبل ان يتم تطهيرها لاحقا .
جريمة سيئون أمس تؤكد ان الجيش لا يزال مخترقا وان تنظيم القاعدة سيبقى في اليمن طالما بقيت عناصر مثل الصوملي وبقيت الفرقة الأولى كجيش يهدد اي تقدم للجيش اليمني ..
انه الصراع من اجل البقاء وكرسي الحكم بين الرئيس الانتقالي الذي يقود عملية للتغيير ولكن بأدوات قديمة من بقايا النظام السابق وبين القوى الطامحة لاستعادة مكانته وسلطتها ..
هكذا يجب ان يفهم الرئيس هادي ما جرى ويجري في الجنوب وتحديدا رسالة سيئون ليلة أمس وفجر اليوم .
الاعلامي والسياسي : لطفي شطارة