مستقبل الموقف الأميركي من النظامين السوري والإيراني ملتبس
يؤكد محللون سعوديون أن ما يحدث في العراق هو تهديد مباشر للمملكة، وان انعقاد مجلس الأمن الوطني برئاسة الملك عبد الله بن عبدالعزيز بشكل علني أخيراً، وهي حالة نادرة الحدوث، أعطى مؤشرا قويا الى ان الرياض لديها معلومات حول اضطرابات الوضع في العراق وتداعياتها على أمنها واستقرارها وأمن واستقرار شقيقاتها الخليجيات، ما يتطلب تنسيقا سياسيا وأمنيا وعسكريا سريعا.
ويرون ان الاستخبارات الأميركية مازالت تمارس سياسية الفوضى الخلاقة في العراق، وقامت بإخراج القائد الروحي لـ»داعش« أبو بكر البغدادي ومجموعة كبيرة من كبار الارهابيين من سجون العراق بدعوى هروبهم.
ويقول الكاتب السعودي يوسف الكويليت إن »الفوضى العارمة في المنطقة العربية وتداخل المصالح الإقليمية والدولية في تدعيم عدم الاستقرار يعني أن المنطقة على لائحة التفتيت وإعادة صياغة خرائطها، وأن النموذجين العراقي والسوري يشهدان على هذه الحقيقة، مما يهدد الأمن العربي بأكمله«. ويضيف قائلاً: »إذا كانت المملكة حلقة القوة والضامن للدفاع عن مصالحها وأشقائها، فإنها هدف في نفس الوقت لزعزعة أمنها واستقرارها من قبل أكثر من طرف، وهنا كانت اليقظة لأي طارئ بإعلانها الاستعداد لأي احتمال قادم من خارج حدودها أو داخلها«.
نجاحات ومصالح
بدوره، يقول المحلل السياسي عبد الإله بن حمود الطريقي إن »النجاحات التي حققها داعش على الارض في العراق ستفجّر الكثير من التناقضات على صعيد موقف إيران وأميركا مما يجري في العالم العربي، خاصةً في سوريا«، مشيرا الى ان »وقوع الصدام السنّي- الشيعي في العراق على خلفية صراع داعش مع حكومة نوري المالكي ستكون محصلته التقاء المصالح الإيرانية في مساندة شيعة العراق بالمصالح الأميركية الرامية إلى الدفاع عن الدولة التي أسسها الأميركيون بعد سقوط صدام حسين وأسقطها داعش«، مع المصالح السورية في القضاء على التنظيم«. وأردف: »وهنا، سيكون مستقبل المواقف الأميركية من النظامين السوري والإيراني ملتبساً ومتناقضاً باعتبار الاثنين كانا حتى وقت قريب خصمين للولايات المتحدة«.
ويوضح أن »خطر تصدير الإرهاب من العراق إلى دول الخليج يظل يتحكم في التوجه الحاكم لتصورات الأخيرة تجاه العراق، لا سيما منذ وصول المالكي للسلطة في يونيو 2006، حيث يصور التوجه السائد في هذه الدول العراق على أنه يمثل مصدر تهديد لأمنها«.
شباب الخليج
وتشير مصادر أخرى لـ»البيان« إلى أن »المخاطر تكمن مع تشكل شبكات لتجنيد الشباب من الخليج للقتال في صفوف داعش وجبهة النصرة في سوريا على وجه التحديد«.وتستطرد: »كما بدأت تتشكل نسخ محلية لداعش في بعض دول الخليج، حيث أعلنت وزارة الداخلية السعودية في مايو ضبط خلية تنتمي للتنظيم تتألف من 62 عضواً معظمهم يحمل الجنسية السعودية، كانوا يعملون على تجنيد الشباب من السعودية واليمن للقتال في سوريا«.
وكان الدبلوماسي الأميركي المعروف بيتر غاليبرت أصدر العام 2006 كتاباً بعنوان »نهاية العراق« ورأى فيه أن »العراق الموحد ذهب من دون رجعة، ومثلما كتب الأميركيون شهادة وفاته بعد 9 ابريل 2003، فهم اليوم معنيون باستصدار شهادة ميلاد دويلاته الثلاث«.
طائرات إيران
أفادت صحيفة »نيويورك تايمز«، الاسبوع الماضي أن إيران نشرت سراً طائرات مراقبة من دون طيار في العراق كما ترسل أيضاً معدات عسكرية جواً لمساعدة بغداد في معركتها.
وذكرت الصحيفة على موقعها الالكتروني نقلاً عن مسؤولين أميركيين رفضوا الكشف عن أسمائهم أن »اسطولاً صغيراً« من طائرات »أبابيل« من دون طيار نشر في »قاعدة الرشيد« الجوية قرب بغداد.
و»ابابيل« صنعت في ايران ومخصصة للمراقبة فقط وليست مجهزة بأسلحة. البيان