عن معارك بلحارث وموقفنا منها

لاشك أن الكل تابع تداعيات الأحداث المتسارعة من شبوة وتحديدا من مديرية عسيلان وماحدث من معارك في اليومين المنصرمين بين قبيلة بلحارث الجنوبية وقبيلة بوطهيف الشمالية، ولا شك أن الموقف من هذه الإعتداءات المتكررة لقبايل عبيدة وبوطهيف وغيرها من قبايل الشمال والتي تسندها بعض مراكز القوى في صنعاء وتحديدا أولاد عبدالله الأحمر وعلي محسن .

لاشك أن موقفنا هو أننا نقف مع قبيلة بلحارث في حربها وتصديها لهذا العدوان الذي يعد من سلسلة الإعتداءات الممنهجة على الجنوب الأرض والإنسان ، ولكن هل معنى هذا أن نجيش الجنوب شبابا ورجالا والزج بهم في هذه المعارك ؟ لا شك أن الجواب سيكون لا لماذا لا ؟ نقول لا لأننا ألتمسنا تحركات غريبة تدفع بالجنوب وأعني كل الجنوب الثورة والقبيلة لخوض أتون وغمار هذه الحرب وكأنها معركة الحسم وتحرير أرض الجنوب من المحتل الشمالي , وهذا غير صحيح فالمعركة أقرب إلى معارك قبلية وليست معركة وطنية أو حرب تحرير ، صحيح أن أرض بلحارث أرض جنوبية والتفريط والتخاذل عن نصرة بلحارث تفريط وتخاذل في الأرض والتراب الجنوبي وسيادته ، ولكن كيف سنقف وندعم بلحارث؟ أن وقوفنا ودعمنا لقبيلة بلحارث لن يكون بالتجييش العشوائي والعبثي وعلى حساب دماء خيرة شبابنا الجنوبي، إن كان هناك دعم فيجب علينا أن نعلم أولا أنها ليست حرب تحرير الجنوب وطرد المحتل , ثانيا : يجب أن يتم إسناد قبيلة بلحارث من محيطها القبلي محافظة شبوة وماحولها ، ثالثا : تحدد قيادة ويتم تجهيز معسكر تدريبي يتم فيه إعداد وتدريب وإطلاع المتطوعين وتعريفهم بطبيعة المنطقة وأن المهمة تنتهي بإسترداد الأرض وتعزيز دفاعات بلحارث لحماية أرضهم مستقبلا، أما مايحدث حاليا فلأسف الشديد أن قلت أنه معارك عبثية وغير مدروسة يتم التضحية بخيرة شباب الجنوب المقاوم فيها وكأنها حرب تحرير الجنوب ، نصيحتي للجميع لا تدفعكم العواطف إلى التفريط بخيرة الشباب في معارك أشبه بحروب استنزاف لطاقات الجنوب الثورية . أرجو أن أكون قد اوصلت الرسالة ، الجنوب في حاجة شبابه ، لقادم الأيام . فصبرا …صبرا. دمتم ودام الجنوب حرا أبيا مستقلا.

* حضرموت الغد / أحمد فضل العسل