الاعتداء على كتيبة عسكرية في مأرب طعنة غادرة جديدة للجيش

2015-01-03 21:18
الاعتداء على كتيبة عسكرية في مأرب طعنة غادرة جديدة للجيش
شبوة برس - متابعات - صنعاء

 

فرج المسلحون القبليون الموالون للتجمع اليمني للإصلاح في مأرب، أمس، عن عشرات الجنود الذين تمكنوا من احتجازهم جراء فرض حصار عليهم استمر لنحو 3 ساعات، إثر اشتباكات عنيفة معهم أدت على سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.

 

وقال لـ "الشارع" مصدر عسكري مطلع في مأرب إن هؤلاء المسلحين القبليين سلموا، فجر أمس، الجنود الذين احتجزوهم؛ إلا أنهم رفضوا تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية التي استولوا عليها، بحجة أنهم تلقوا رسالة تهديد من مسلحي جماعة الحوثي، المتمركزين في مفرق الجوف- مأرب".

 

و أوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن المسلحين القبليين سلموا الجنود لوساطة قادها محافظ مأرب سلطان العرادة، وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء أحمد سيف اليافعي.

 

و قال المصدر إن هؤلاء المسلحين، الموالين لتجمع الإصلاح وتنظيم القاعدة، برروا عدم تسليمهم الأسلحة التي نهبوها من الجنود بالقول إنهم تلقوا، قبل ظهر أمس، رسالة تهديد من مسلحي الحوثي المرابطين في "مفرق الجوف- مأرب".

 

وأضاف: "قال المسلحون إن الحوثيين قالوا لهم، في رسالتهم: عليكم تسليم الأسلحة والمعدات المنهوبة، ما لم فسوف نسترجعها بطريقتنا. والمسلحون القبليون اعتبروا رسالة الحوثيين نوعاً من التحدي". إلا أن مصدر مطلعاً قال للصحيفة:" هذا الكلام هو مجرد عذر أورده مسلحوا الإصلاح، فهم خاضوا هذه الاشتباكات مع الجنود من أجل السيطرة على هذه الأسلحة الثقيلة، لهذا لا يمكن لهم أن يسلموها".

 

و أوضح لـ"الشارع" مصدر قبلي في منطقة "السحيل" " أن لديهم شروط، منها: عدم مرور الكتيبة العسكرية أو أي كتيبة أخرى من طريق مأرب- صنعاء، والتزام قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بعدم تزويد مسلحي جماعة الحوثي، المرابطين في المعسكر التدريبي في منطقة الجدعان، بأي تعزيزات، سواء كانت تعزيزات عسكرية أو غير عسكرية".

 

والمعسكر التدريبي في "الجدعان" هو معسكر كان يتبع قوات الحرس الجمهوري سابقاً وتمكنت جماعة الحوثي من السيطرة عليه قبل أكثر من شهرين.

 

وأمس الأول، هاجم المسلحون التابعون للتجمع اليمني للإصلاح، وقبائل موالية له المرابطون في منطقتي "السحيل" و"نخلا" في محافظة مأرب، جنود كتيبة عسكرية، وفرضوا حصارا عليهم أجبروهم فيه على الاستسلام بما معهم من معدات عسكرية ثقيلة استولى عليها المسلحون ويرفضون تسليمها.

 

وقال لـ"الشارع" مصدر عسكري ثان في مأرب إن 5 جنود قتلوا وأصيب 9 آخرون في الاشتباكات التي دارت، الخميس الماضين بين هؤلاء المسلحين القبليين، وجنود الكتيبة العسكرية، الذين كانوا قادمين من شبوة في طريقهم إلى العاصمة صنعاء.

 

وأوضح المصدر العسكري، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الاشتباكات أدت، أيضاً، إلى مقتل اثنين وإصابة 4 آخرين من المسلحين القبليين، الذين تمكنوا من إجبار الجنود على الاستسلام واحتجاز جميع الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت برفقهم.

 

وأفاد المصدر أن جنود هاتين السريتين العسكريتين يتجاوزوا الـ130 جنديا، وكانوا قادمين من محافظة شبوة في طريقهم إلى العاصمة صنعاء. وعند وصولهم إلى ما بين منطقتي "السحيل" و"نخلا"، في مأرب، هاجمهم المسلحون القبليون، المتمركزون هناك منذ أشهر، واشتبكوا معهم، وحاصروهم لساعات، مجبرين إياهم على الاستسلام في ظل عدم قيام قوات الجيش بالتدخل لإسناد الجنود وفك الحصار عنهم.

 

وقال لـ"الشارع" المصدر القبلي في "السحيل" إن جنود هذه القوة العسكرية خاضوا اشتباكات عنيفة مع المسلحين القبليين استمرت لأكثر من نصف ساعة، ثم فرض عليهم المسلحون القبليون حصاراً أستمر لأكثر من ساعتين أدى إلى استسلام الجنود.

 

وأوضح المصدر القبلي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن المسلحين القبليين تمكنوا، خلال الاشتباكات من إعطاب ناقلتين للجند، والاستيلاء على جميع الأسلحة والعتاد العسكري، واحتجاز الجنود. وقال المصدر: " مسلحو القبائل استولوا على 8 دبابات، و6 ناقلات جند، و6 قاطرات، وعشرة أطقم عسكرية، وأربع راجمات صواريخ".

 

وأوضح المصدر أن هؤلاء الجنود كانوا قادمين من شبوة في طريقهم إلى صنعاء؛ إلا أن المسلحين القبليين اعترضوا طريقهم عند الرابعة والنصف من بعد عصر أمس الأول، أثناء وصولهم إلى "مطارح السحيل ونخلا"، الواقعة على طريق مأرب- صنعاء.

 

وأوضح المصدر أن المسلحين القبليين طلبوا من قائد هؤلاء الجنود الاستسلام هو وجنوده وتسليم الأسلحة التي لديهم، كون "مسلحي جماعة الحوثي يتربصون بهم في مفرق الجوف للسيطرة على الأسلحة التي لديهم"؛ إلا أن الجنود رفضوا الاستسلام وخاضوا مواجهات مع المسلحين، استسلموا بعدها بسبب حصارهم وعدم وصول تعزيزات عسكرية إليهم.

 

وقال المصدر القبلي: "أبلغ المسلحون القبليون قائد هؤلاء الجنود أن عليه تسليم الأسلحة أو العودة بها إلى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب؛ إلا أنه رفض ذلك. وأبلغ المسلحون القبليون، أيضاً في نفس الوقت، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء أحمد سيف اليافعي، أن لديهم معلومات عن أن مسلحي الحوثي، المتمركزين في مفرق الجوف، سيسطرون على الأسلحة التي تقع مع هؤلاء الجنود؛ إلا أن اليافعي قال لهم بأن لديه توجيهات عليا تقضي بمرور هذه الكتيبة وهو لا يستطيع إيقافها".

 

وأضاف المصدر: "مسلحو القبائل عادوا لإقناع قائد الكتيبة بعدم المرور والعودة إلى المنطقة الثالثة، أو البحث عن طريق أخرى غير طريق صنعاء- مأرب. وبعد أن رفض ذلك انفجر الوضع وحدثت اشتباكات بين الطرفين انتهت باستسلام الجنود وتسليم عتادهم العسكري للمسلمين".

 

المصدر القبلي برر رفض مسلحي القبائل للكتيبة بالمرور والاشتباك معها؛ كونهم حسب قوله "خائفين من أن تقع أسلحتها في يد جماعة الحوثي، ويستخدمونها في اجتياح مدينة مأرب، وبالتالي لم يكن أمامهم من حل إلا الاشتباك مع الجنود، وحدث ما حدث". غير أن المعلومات تؤكد أن هؤلاء المسلحين كانوا يعتزمون السيطرة على هذه الأسلحة لاستخدامها في الحرب المرتقبة بينهم وبين مسلحي الحوثي، في مأرب.

 

وأضاف المصدر: "قام القبائل، بعد ذلك بإسعاف الجنود المصابين، وعددهم تسعة، إلى مستوصف كراء، القريب من مطارح السحيل ونخلا" ومن هناك نقل أربعة منهم، بسبب حالتهم الخطيرة، إلى مستشفى مأرب العام في مدينة مأرب".

 

وأشار المصدر إلى أن الجنود الأربعة، الذين تم نقلهم إلى مستشفى مأرب، يعانون من إصابات أغلبها في الرأس، فيما بقية زملائهم المصابين، مع مصابي القبائل الأربعة، لا يزالون يتلقون العلاج في مستوصف "كراء".

 

وعن جثث الجنود الخمسة، الذين قتلوا في الاشتباك، قال المصدر إنه لا يملك معلومات عن المكان الذي نقلت إليه، مرجحاً أن يكون تم نقلها إلى ثلاجة المستشفى العسكري في مدينة مأرب. وبخصوص أسماء القتلى الذين سقطوا من مسلحي القبائل، أوضح المصدر أنهما قتيلان ويدعيان: حسين محمد دخيل العبيدي، (من قبيلة عبيدة)، وعلي بن حسين بن عبد الله بن غريب الشبواني.

 

وأوضح المصدر أن المصابين الآخران من " آل هاديان" ولم يتمكن من معرفة اسمهما.

 

وقال المصدر القبلي إن قوات الجيش في معسكر "صحن الجن"، التابع للواء114 مدرع، قامت، في العاشرة من مساء أمس الأول، بقصف مسلحي القبائل المتمركزين في "مطارح نخلا والسحيل"، بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية، وعلى إثرها تدخل محافظ مأرب، سلطان العرادة، وعدد من مشائخ المحافظة، وقاموا بوساطة تم بموجبها وقف القصف مقابل إفراج المسلحين عن الجنود، وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها؛ إلا أنهم أفرجوا عن الجنود ورفضوا تسليم الأسلحة.

 

وقال لـ"الشارع" مصدر عسكري رفيع في صنعاء إن القوة التي حوصرت في مأرب هي عبارة عن سريتين مكونتين من قرابة 200 جندي، بقيادة العقيد صالح الجيشيمي، مشيراً إلى أن هؤلاء الجنود ينتسبون إلى اللواء 62 بي إم بي، واللواء 61 كاتيوشا، التابعين لما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري المنحلة.

 

وأضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن هؤلاء الجنود كانوا قادمين من شبوة إلى اللوائين التابعين لهم في العاصمة صنعاء؛ حيث يتمركز اللواءان في معسكر 48، و"الصمع".

 

مشيراً إلى أن هؤلاء الجنود كانوا نزلوا، قبل أشهر من العاصمة صنعاء إلى شبوة للمشاركة في الحرب التي دارت هناك ضد مسلحي تنظيم القاعدة.

 

وأفاد المصدر أن هؤلاء الجنود كان معهم عتاد عسكري هو عبارة عن عربتي كاتيوشا "بي إم 21"، و7 عربات بي إم بي، تم إحراق اثنتين منها، والخمس استولى عليها المسلحون، وهؤلاء الجنود ليسوا كتيبة كما نشر ذلك؛ بل سريتان".

 

وقال المصدر: هؤلاء الجنود قاتلوا، مع قائدهم، لثلاث ساعات حتى نفذت عنهم الذخيرة، وتم محاصرتهم من جميع الجهات من قبل مئات من مسلحي الإصلاح والقاعدة. وفي بداية الاشتباكات، تواصل قائد هؤلاء الجنود بقائد قوات الاحتياط اللواء علي الجائفي، وابلغه بما جرى، وطلب منه دعماً عسكرياً، فقال لهم الجائفي: اصمدوا، وسوف يصلكم الدعم خلال ساعة بالكثير. غير أن الجائفي لم يرسل لهم أي دعم".

 

وأضاف: "قائد هؤلاء الجنود تواصل بقائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء اليافعي، وطلب منه دعماً فأرسل اليافعي عشرة أطقم لإنقاذ 200 جندي يحاصرهم أكثر من ألف مسلح.

 

ولم يتمكن جنود الأطقم العشرة من الوصول إلى المنطقة، وهربوا فيما ظل الجنود حاصرين لأكثر من ثلاث ساعات".

 

وأضاف: "الجائفي قال إنه لم يتلقى توجيهات من قبل الرئيس هادي ووزارة الدفاع لإرسال قوات من أجل فك حصار هؤلاء الجنود. وبعد أن اجبر مسلحو الإصلاح هؤلاء الجنود على الاستسلام وسيطروا على المعدات العسكرية التي كانت معهم، تحرك الرئيس هادي وكلف محافظ مأرب بالتفاوض مع مسلحي الإصلاح، الذين قاموا بهذا الهجوم".

 

وتابع: "من الواضح أن هناك خطة من أجل تسليم هذه المعدات العسكرية لمسلحي الإصلاح؛ فالرئيس هادي، وقيادة قوات الاحتياط وقيادة المنطقة العسكري الثالثة، كل هذه الأطراف تركت هؤلاء الجنود كي يحاصرهم مسلحو الإصلاح ويأخذوا الأسلحة التي كانت معهم. وهناك أسئلة تؤكد وجود مؤامرة: لماذا تم تحريك هؤلاء الجنود بأسلحتهم في الوقت الحالي، وجعلوهم يسلكون خط مأرب؛ رغم معرفة قوات الجيش ورئاسة الجمهورية بتمركز مسلحي الإصلاح والقاعدة في السحيل ونخلا"؛ لماذا لم يتم نقل هؤلاء الجنود وأسلحتهم على طائرة اليوشن؟ أو لماذا لم يتم توجيههم للعودة إلى صنعاء من طريق شبوة- أبين- عدن، أومن طريق البيضاء؟".

 

وقال المصدر: "بعد ما حصل لهذه القوة في مأرب، حدث غضب كبير داخل وحدات ما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري المنحلة؛ حيث شهد معسكر 48، مقر قيادة قوات الاحتياط في العاصمة صنعاء، اليوم (أمس الأول الخميس) احتجاجات ما اضطر الجائفي إلى مغادرة مقر قيادة الاحتياط بسبب هذا الغضب".

 

وأضاف المصدر: "تجمع عدد كبير من منتسبي اللواء 61، الذي يتمركز في معسكر 48، للمطالبة بمعرفة مصير زملائهم الجنود الذين حوصروا في مأرب. وكان أفراد هذا اللواء غاضبين، كونهم لم يعرفوا ما تعرض له زملائهم إلا في الليل، بعد أن استسلموا. وسألوا قيادة قوات الاحتياط لماذا لم يتم تحريك قوة لإسناد زملائهم في مأرب، فرد عليهم الجائفي بالقول إنه أبلغ الرئيس هادي بالأمر وإن الرئيس هادي رفض تحريك أي قوة لإسناد أولئك الجنود".

 

وتابع المصدر: "حدثت فوضى وحالة غضب داخل معسكر 48 ضد قيادة قوات الاحتياط كونها لم تتحرك لإسناد زملائهم الجنود في مأرب، وكونها اختفت عنهم أن زملاءهم هؤلاء محاصرين هناك".

 

ومنذ أشهر، يتمركز مسلحون قبليون، موالون للتجمع اليمني للإصلاح، في منطقتي "السحيل" و "نخلا" اللتين يتم حشد ألاف المسلحين إليهما في مأرب ومحافظات ومناطق أخرى في اليمن، استعداداً لخوض حرب عنيفة مع مسلحي جماعة الحوثي لمنعهم من الدخول إلى مأرب والسيطرة عليها.

 

وقال لـ"الشارع" مصدر سياسي رفيع إن رجل الدين عبد المجيد الزنداني تمكن من الفرار إلى مأرب قادماً من منطقة "أرحب" التابعة لمحافظة صنعاء، قبل سيطرة مسلحي الحوثي عليها مؤخراً.

 

وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الزنداني، ونجله علي، يتواجدان، حالياً في مأرب، التي يتم الحشد إليها لخوض حرب سياسي مع مسلحي الحوثي، الذين اصبحوا يسيطرون على مديريات ومناطق في هذه المحافظة، ويسعون للسيطرة على بقية مديرياتها.

 

وذكر المصدر أن عبد المجيد الزنداني أرسل، قبل أكثر من عشرة أيام، رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، أبلغه فيها أنه في حال دعمت السلطة مسلحي الحوثي في شن أي هجوم على مأرب فسيتم استهداف أنبوب النفط وخطوط نقل الكهرباء وجميع المنشئات النفطية والحكومية في مأرب. ولم يقدم المصدر أي تفاصيل أخرى حول هذه الرسالة ورد الرئيس هادي عليها.

 

من جانبه، قال مهدي المشاط مدير مكتب زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، إن ما حصل لهذه الكتيبة العسكرية هو "مؤامرة" لتسليم أسلحتها للمسلحين المتمركزين في معسكري "نخلا" و"السحيل" في مأرب.

 

وقال" المشاط" مساء أمس الأول، على صفحته في "فيسبوك": بعد تأكد الأجهزة الأمنية والاستخبارات عن تواجد عناصر ما يسمى القاعدة في معسكري نخلا والسحيل، فإن تقاسهم عن أي ردة فعل تجاه ما فعلوه من قتل ونهب لكتيبة عسكرية بأكملها يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الكتيبة صارت ضحية لتأمر قوي نافذة وعميلة لتلك العناصر الإجرامية لتزويدها بأسلحة من اسلحة الجيش بهذه الطريقة المفضوحة، وإن على الثوار استكمال ما تبقى (لإزاحة) هؤلاء المجرمين والخونة في مصادر القرار".

 

وأضاف: فأنا أشهد أنني وأثناء ما الكتيبة محاصرة متابع لأعضاء اللجنة الأمنية العليا واحداً واحداً لكي نضع شيء للكتيبة ولم يرد عليا أحد منهم أبداً وعلى غير عادة فعرفت أنها بيعة مفضوحة.

* يمنات - الشارع