قال وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمود الصبيحي، أمس الثلاثاء إن 2015 سيكون عام «إعادة الاعتبار لمكانة وهيبة القوات المسلحة» التي عانت من ويلات الانقسام والاقتتال منذ الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011. وبدا قادة عسكريون كبار، دشنوا أمس العام القتالي الجديد في العديد من الوحدات العسكرية، متفائلين باستعادة هيبة الجيش اليمني الذي ظهر عاجزا عندما اجتاح المتمردون الحوثيون العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر وسيطروا منتصف اكتوبر على ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر ومدن رئيسية في وسط وغرب البلاد.
وقال اللواء الصبيحي لدى تدشينه العام التدريبي في ألوية الحماية الرئاسية في العاصمة صنعاء أن مؤسسة الجيش ستكون «مؤسسة وطنية رائدة ولاؤها لله ثم للوطن والشعب بعيدة عن كل الانتماءات والولاءات السياسية والمذهبية والحزبية الضيقة». ويخضع الجيش اليمني منذ 2012 لإعادة هيكلة بإشراف خبراء عسكريين عرب وأجانب إلا أن مراقبين ومحللين عسكريين يمنيين اعتبروا تلك العملية أضعفت بشكل كبير قدرة المؤسسة العسكرية التي يقدر عدد منتسبيها بأكثر من 500 ألف ضابط وجندي بينهم عشرات الآلاف «عناصر وهمية». ودعا وزير الدفاع في كلمته أمام ألوية الحماية الرئاسية التي شكلت في اغسطس 2013 من أربعة ألوية قتالية ويقودها نجل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، إلى «اطلاق روح المبادرة الخلاقة والنشاط المتقد في ميادين التدريب»، مشددا على ضرورة «منح المقاتلين كامل الحقوق ودون انتقاص وربط ذلك بمبدأ الثواب والعقاب». وأكد أهمية «إعادة روح وهيبة وشرف الجندية المتسمة بالسجايا الوطنية القتالية العالية»، ودعا إلى صيانة الاسلحة والمعدات والتدريب المستمر والمتواصل ورفع مستوى الجاهزية القتالية والمعنوية «التي تعد مخزناً للقوة في تحقيق الانتصار»، حسب قوله. وقال إن العام التدريبي الجديد سيشهد تنفيذ عدد من المشاريع التكتيكية والتعبوية والمناورات.
واليمن مقسم إلى سبع مناطق عسكرية في الهيكل الجديد للقوات المسلحة التي لا تزال تعاني من ولاءات سياسية وقبلية ومذهبية. ودعا قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء ناصر الطاهري، وقائد محور تعز (جنوب غرب)، العميد الركن علي مسعد حسين لدى تدشينهما العام القتالي لبعض الألوية المرابطة هناك، إلى «البقاء في استعداد دائم وكامل والتحلي باليقظة لمواجهة ومجابهة اية اعمال عدائية محتملة».فيما حث رئيس هيئة الإسناد اللوجستي بوزارة الدفاع، اللواء الركن أحمد محمد الولي، على «الحفاظ على الجاهزية الفنية للمعدات والآليات والأسلحة»، مشيرا إلى أن «المرحلة الراهنة تتطلب من منتسبي القوات المسلحة أن يكونوا عند مستوى التحولات التي يشهدها الوطن». وحذرت صحيفة محلية أمس الثلاثاء من «مؤامرة جديدة» زعمت انها تستهدف ما تبقى من وحدات الجيش المتماسكة.
* الاتحاد