لقد سجل التاريخ في كل صفحاته أنه في 27 أبريل عام 1994م أعلن الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الحرب الشاملة على الجنوب من ميدان السبعين بصنعاء , فكانت تلك الحرب الكارثة التي قضت على الوحدة المشؤمة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية التي تم اعلانها في 22 مايو 1990م.
ومرة أخرى يسجل له التاريخ أنه يوم أمس الأثنين 9 مارس 2015م ومن منزله بصنعاء القريب من ميدان السبعين أعلن عن بدء الحرب الطائفية في اليمن من خلال تلميحه الواضح أنه سيتوجه لزيارة (لإخضاع) تعز المعروفة بمواقف شعبها الرافض لدخول المليشيات الطائفية إليها , بعد أن كانت القوات العسكرية الموالية له قد حاولت اخضاع المحافظات الرافضة للسيطرة الطائفية مثل: مأرب والجوف وإب والحديدة وريمة والبيضاء التي تقتل فيها قوات الحرس الجمهوري التابعة له كل يوم العشرات من أبناء البيضاء الأبرياء.
كما أعلن في نفس الوقت حربه الشاملة على شعب الجنوب متوعداً عبدربه منصور هادي نائبه السابق ورئيس سلطة الاحتلال الحالي بالهيكلة ـ وما أدراك ما الهيكلة لشخص بمفرده ـ انتقاما منه لقيامه بهيكلة الجيش الذي يعتبره صالح ملكا له , وأنه في فترة قادمة سيطل على الشعب في خطاب لحشده للقتال.. متوعدا هادي ومن توجه معه إلى عدن من القيادات الرافضة لانقلاب الحوثيين سيخرجون من عدن طريق البحر , وأنه سيؤمن لهم ممر للهروب إلى جيبوتي , متفاخرا بأنه سبق له في عام 1994م أن أمن طرق لخروج القيادات والكوادر الجنوبية إلى دول أخرى. والذين مازال اغلبهم مشردين خارج وطنهم حتى اليوم.
إن صالح بهذا التوجه الصريح لحشد الجيش والشعب للقتال يرغب في تكرار جريمته السابقة وهي قتل شعب الجنوب وتشريد أبناء الجنوب من وطنهم مرة أخرى تحقيقا لحلمه القديم الجديد ـ الجنوب أرض بدون شعب .
صالح الذي تم منحه الحصانة من كل الجرائم التي ارتكبها بحق شعب الجنوب وشعب الشمال خلال فترة حكمة 33 سنة بموجب المبادرة الخليجية يتضح من خطابه أمس أنه غير مبالي بقرارات المجتمع الدولي وأنه سيمضي قدما في تنفيذ اعلانه للحرب الطائفية في الشمال والحرب الشاملة على الجنوب , فهو ليس الرئيس الأسبق كما يعتقد البعض , وإنما الرئيس الفعلي في صنعاء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
نسأل الله ان يجنب أمته شر هذا المخلوق المهووس بالحروب والقتل .. أنه نعم السميع ونعم المجيب.
* بقلم : محمد عباس ناجي.
10 مارس 2015م