يأسرك المقاوم والقائد الفذ اللواء علي ناصر هادي بحديثه البسيط وكلماته الصادقه غير المتكلفه .. التي تجد طريقها الى قلوب الناس ..قائد جمع بين البساطة والبطولة ,يعيش كما يعيش بقية المقاومين , يحن على مقاتليه ويشيد ببطولاتهم ويستمد عزمه وتصميمه من ثباتهم, مغرم بشجاعتهم النادرة التي أضافت له معاني جديدة حية الى خبرته العسكرية..قائد ملك الساحة وملك المقاومين الاسطوريين لكنهم لم يمكنونه من إمتلاك أدوات المقاومة المادية التي تعينه على إختصار الطريق وتقليل الخسائر وكسب النصر كما أراد.. قاتل وكل رفاقه المقاومين في ظل شحة السلاح وإنعدام الماء والكهرباء والغذاء والدواء.. لم يعد ينتظر الامداد ..ولم يعد يراهن على أحد.. حسم أمره ورفاقه وتقدموا الصفوف..
يالك من قائد ويالكم من مقاومين , لم تنتظروا العدو الهمجي الغازي ليقترب من مواقعكم ليجد ذريعة واهية لقتل الأبرياء وتدمير منازلهم بل تقدمتم انتم نحوه لتلاقونه ملاقاة الفرسان , وتفدون بارواحكم مواطنيكم.. وقاتلتم وانتم واقفون تطلبون الموت في سبيل الدفاع عن أرضكم وعرضكم.. طوبا لكم ..فرغم كل قساوة الظروف المحيطة ورغم كبر السن ومعاناة المرض ,إلا ان حسك الوطني وواجبك العسكري كانا هما الحاضرين في وعيك ,والمقدمان على غيرهما من المبررات, فنهضت بمهمتك الوطنية وضربت مثلاً في الفداء ستحتذي به الأجيال , ورسمت بدمك طريق وملامح المقاومة على ابواب مدينة التواهي الباسلة المقاومة, التي أعيت العدو لأسابيع ..سيذكر لك التاريخ ان جنرالاًعسكرياً ومقاوماً جنوبياً هنا, تقدم صفوف رفاقه ليذود عن عدن وأهلها فدفع حياته واقاربه فداءأ لها ودفاعاً عنها.. وضرب أروع وانبل وأشرف الأمثلة في الفداء والتضحية .. قلت: نعدكم بأننا سنقاتل حتى النصر أو الموت فصدقت بوعدك... كم كنت عظيماً يا ابا فهمي.
رحم الله قائد المقاومة الشعبية الجنوبية علي ناصر هادي الذي جمع بين البساطة والعظمة.. ورحم الله كل شهداء الجنوب الأبرار في كل مدينة وساحة...
والنصر قادم بإذن الله.
الدكتور الخضر محمد ناصر الجعري