تدريبات مقاومة الضالع
تتبين اليوم جليا أن طموحات ومطالب الجنوبيين في فك الأرتباط تدفعهم الى هذه الطموحات مرارت حرب ضروس شنتها عليهم القوات الشمالية من مليشيا حوثية وقوات تتبع للرئيس السابق صالح ، إلاّ أن هذه الطموحات تصطدم بمشروع دول التحالف الذي يؤكد على عودة هادي وانسحاب الحوثيين وكل قوات صالح من المدن وتسليم الاسلحة والاذعان الى القرار مجلس الامن رقم 2216 .
ومن الجدير بالذكر ان المعارك التي تكللت بنصر كبير للمقاومة الجنوبية في محافظة الضالع لم يقابلها حالة من الرضى التام لدى دول التحالف خشية من خلط الاوراق وتفاقم الاحداث والنكوص عن مشروع عودة هادي من منفاه في المملكة العربية السعودية .
كما و ان نذر الحرب لا زالت تلقي بظلها الكئيب على مساحة اليمن شماله وجنوبه وتتسع دون ان يمكن السيطرة عليها وقد تشكل بؤر وصراعات يصعب السيطرة عليها وكبحها .
وبما ان الجنوبيين لا زالوا يعيشون مرارت الحرب السابقة التي شنت ضدهم في صيف عام 1994م وادت الى مزيد من القهر والتهميش لابناء الجنوب ولذا فهم يرون ان فرصتهم باتت سانحة في تحقيق امنية فك الارتباط التي تشكل لهم قضية مصيرية وفرصة مواتية يجمع ابناء الجنوب حولها دون استثناء .
كيف توفق دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في كبح جماح الانفصاليين؟ ومحاولة التركيز على ما هم بصدده ، وهو عودة الشرعية وهي اساسات وشروط التحالف حيث وتوسع الامور الى مطالبات جنوبية بفك الارتباط سيعقد القضية علاوة على وجود مناطق تقع تحت سيطرة المتشددين الدينيين- القاعدة- وهذا يحول دون اقتراب او عودة وشيكة للحكومة الشرعية من المنفى في الرياض بقيادة الرئيس هادي .
وبما ان الاصرار الجنوبي بات جليا وهناك انتصارات في مواقع كثيرة تحرزها المقاومة الجنوبية فان ذلك قد خلط الاوراق وبات يشكل عقبة في تحقيق شروط التحالف.
على ان سقوط محافظة على تماس مع الحدود السعودية وهي محافظة الجوف بعد ان كانت بيد الشرعية ودخول قوات الحوثيين وصالح عاصمتها - الحزم - تشكل متغيراً يحتم على دول التحالف ايجاد تسوية تسمح ببقاء الكيان اليمني بعيدا عن الانفراطات والتشظي برغم الاماني التي تترسخ يوما بعد يوم لدى الجنوبيين في اعلان فك الارتباط ودحر قوات الحوثيين وصالح من دولتهم التي توحدت مع الشمال في سنة 1990م ومن ثم وبعد اربعة اعوام من اعلانها ،- وبسبب تراكمات من الأحباطات والتهميش- ادت الى حرب الانفصال في صيف عام 1994م وتسببت في سيطرة قوية على مقدرات الجنوبيين ولجم طموحاتهم في تحقيق مصيرهم .
وبما ان الحوثيين الذين عانوا وعاشوا عقودا من التنكيل والتهميش الا انهم ومع هذا حققوا انتصارات جليه ووصلوا الى ان سيطروا على مساحات هائلة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء ، على ان هذا لم يتحقق لهم إلاّ بدعم مكين من ايران .
وهذا الطموح يقابله طموح آخر لدى ابناء الجنوب في تحقيق آمالهم بفك الارتباط وربما بدعم من دول الجوار وقد يتحقق مثل هذا الدعم في حالة تعذر توفر حلول تضمن عودة الشرعية وفشل مؤتمر جنيف والذي فقد فيه الجنوبيين فرصة تمثيلهم ، فهنا لا مناص من دعم المشروع الجنوبي مذكرين ان المملكة سبق ان دعمت الطموحات الجنوبية في فك الارتباط في حرب صيف سنة 1994م
* بقلم خبير في مركز الازمات الدولية . واشنطن - بلومبيرج
* ترجمة وتلخيص : فاروق المفلحي - برانت فورد كندا