بوادر انهيار للمتمردين بصنعاء بعد هزائم الجنوب

2015-08-11 05:58
بوادر انهيار للمتمردين بصنعاء بعد هزائم الجنوب
شبوة برس - متابعات - صنعاء

 

تسببت سلسلة الانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات الموالية للشرعية في جنوب اليمن في انهيار معنويات ميليشيات الحوثي وصالح، الأمر الذي انعكس قلقا وتوترا على الشارع في العاصمة، صنعاء.

 

ومنذ تعرضها لهزائم في عدن ولحج والضالع وأبين تعيش ميليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح في صنعاء حالة من التوتر والقلق الكبير، تصاعدت حدته بعد تحرير 6 مديريات في محافظة إب.

 

وانكسار مرتزقة الحوثي وصالح أمام القوات الشرعية والمقاومة في الجنوب، دفع الميليشيات المتمردة إلى استنفار قواها في صنعاء، حيث سجل انتشار كثيف للمسلحين في الشوارع مساء وزيادة في عدد الدوريات نهارا.

 

وأمر وزير الداخلية المقال، جلال الرويشان، الموالي للحوثيين، قبل عدة أيام برفع الجاهزية القتالية، في مؤشر على حالة القلق التي ظهرت أيضا في حملة خطف طالت ناشطين سياسيين، بعضهم نساء.

 

وعلى الصعيد الشعبي، سيطر الترقب في أوساط سكان العاصمة التي تخضع منذ أشهر لسيطرة المتمردين، هيث هرع الأهالي إلى المحلات التجارية خلال الأيام الماضية لشراء المؤن الغذائية والوقود.

 

ويترقب السكان ما ستحمله الأيام المقبلة على صعيد تقدم القوات الشرعية لتحرير العاصمة، لاسيما بعد المواجهات الأخيرة بين المليشيات والمقاومة في منطقة أرحب الواقعة على بعد 35 كلم شمالي صنعاء.

 

ورأت مصادر أن المواجهات الدامية في أرحب تعد رسالة للحوثين وصالح عن اقتراب الحسم لصالح الشرعية في صنعاء، التي تعتبر عصب الدولة لما تحمله من رمزية مهمة.

 

وعودة صنعاء للشرعية، بحسب بعض المراقبين، يعتمد على طبيعة التفاهمات مع الأطراف القبلية والاجتماعية التي تحيط بالعاصمة، خاصة أن المحيط القبلي يشكل خزانا بشريا للأجهزة الأمنيية وقوات الجيش.

 

واستمالة القبائل من شأنه الإسراع في عملية تحرير العاصمة وبسط سلطة الدولة عليها من دون الدخول في قتال ضار ومواجهات دامية، مما سيجنب المدينة الدمار.

 

لكن الكثير من المراقبين يرون أن معركة تعز تظل الحاسمة بالنسبة للقضاء على التمرد، فالمحافظة تقع جغرافيا في الشمال أو ما كان يسمى قبل الوحدة مع الجنوب عام 1990 الجمهورية العربية اليمنية.

 

وعليه، فإن سيطرة القوات الشرعية على تعز إما عن طريق الحسم العسكري وإجبار الميليشيات على الانسحاب يسقط من يد الانقلابيين "ورقة الشمال"، وتضعف موقفهم في بقية المناطق الشمالية.

 

وفي حين تمكن عملية تحرير تعز والحديدة القوات الشرعية من السيطرة على غرب اليمن، فإن استعادة محافظة شبوة ستمهد لها السيطرة على المناطق الشرقية الممتدة من أبين إلى مأرب.

 

كما سيساعد العامل الأخير القوات الحكومية لتضييق الخناق على ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة "صعودا من أب نحو ذمار وصنعاء وعمران"، وفق ما يشير خبراء عسكريون.

 

وبعيدا عن القراءات العسكرية، يواجه المتمردون مأزقا من نوع آخر يتمثل بتصاعد حالة التذمر بين سكان صنعاء، وإن كان معظمهم لا يستطيعون البوح بذلك خشية تنكيل الحوثيين بهم.

 

فانتهاكات المتمردين وتدهور الحالة الاقتصادية الناجم عن العملية الانقلابية والكوارث التي خلقتها حروبهم منذ مارس الماضي، أثار غضب المدنيين وحنقهم ورفضهم للميليشيات ودفعهم للتطلع إلى عودة الشرعية.

 

ولا شك أن هذه العوامل مقرونة بالعمل على تغيير ولاءات زعامات المحيط القبلي بصنعاء والتأكيد أن هذه الحرب لا تستهدف سوى المتمردين، سوف تضعف المليشيات، وتسهل من عودة العاصمة إلى حضن الشرعية.