بين سطور المنغصات

2015-10-21 11:09

 

وابدأ كلامي ببيت شعر مشهور للأمام الشافعي رحمه الله

جزى الله الشدائد كل خيرٍ**أبانت لي صديقي من عدوي .

نعم شكراً للمصائب ورغم عظم الخطوب التي نعيشها ألا ان في طياتها بعض ما نستلهمه من أمال وموعظات، لذا نشكر هذا الشدائد و المصائب، لانها كشفت لنا حقائق كنا نجهلها ومنحتنا الصمود والتحدي والتعود على مرارات الحياة ومنغصاتها، وهي حولنا وبيننا وتتغلغل في نسيجنا ووعينا وترصدنا وتترصد بنا ، وهي كثيرة وخصوصا في زمننا هذا وهو بصدق الزمن الرديء.

 

وعن مصيبتنا اليوم في اليمن فنحن - نشكرها- لانها بينت لنا العدو والصديق بل الشقيق الوثيق الذي يهب لنجدتك عند الضيق وأبانت لنا الخصم الذي يتحين في ان يصطادك في الماء العكر، بل والمخاتل الذي يترقب في أن تخلخل اركانك وكذلك ومن بين هولاء الصامت - وعلي ابن ابي طالب كرم الله وجهه- يقول - ان الساكت عن مصيبتك هو الراضي لك بها- .

 

ويقيني ان من صمتوا كُثرْ، وهم من نسميهم -الحلفاء- وهم من نتغنى بتاريخ علاقتنا الوطيدة معهم منذ عقود خلت ، وهذا الصمت مريب ومعيب ويزيدنا حيرة وألم وقهر وتحسرات.

 

لكن من بين سطور المنغصات تتبين لنا امورا كثيرة ، تشعرنا ببعض المواساة ، بل تمدنا بحالة من الأمل الموثوق في أن الأمة العربية -العظيمة - بدات تستعيد رشدها وتشب عن أطواقها ، وتستلهم من مصائبها الصواب ومن منغصاتها الأمل - وان ما حك جلدك مثل ظفرك** فتولَ أنت جميع أمرك - وهذا مثل ولكنه بيت شعر مشهور للامام الشافعي رحمه الله- كما وان الحلم اذا طال مع جاهل غرير فلا خيرفي هذا الحلم ولا ممدوحة له وكما يقول الشاعر - ولا خير في حُلمٍ اذا لم يكنْ له** بوادرُ حزمٍ تحمه أن يُكدّرَ-

 

وعود على بدء، ان من نراه اليوم في اليمن في معركة -عودة الامل- وهو شعار يحمل مضمونه بكل صدق وحرفية - فعودة الأمل - معركة مصيرية متوجبة لا مناص منها، وإلاّ كنا ان تركنا اليمن ينساق الى غوياته وتنمراته وضياعه ويأسه وكنا سنندم حين لا ينفع الندم أن تركنا اليمن لمصيرها المجهول وسنجهل فوق جهل الجاهلينا بل كنا سنحيى على هواننا نجلد ذاتنا ونلوم تقاعسنا.

 

ويقيني أن اليمن كان المشروع الخبيث الماكر لهدم رخاء الخليج وامنه ، وأن شعب اليمن الطيب الصبورالمجالد هو الوقود والضحية وبلاد الخليج كلها حرائقها، وكنا لو مارسنا صمتنا المخيف ولم نحسم أمرنا في اليمن ستهيمن علينا أحقادنا وحروبنا الداعشية العدمية وهي لعمري الطامة الكبرى .اليوم ما نراه ونشهده ونرقبه يبعث على الامل الوطيد في أن الامة العربية تتعاضد وتهب للدفاع عن كيانها بنفسها فشكرا للشدائد وجزاها الله كل خير . ولقد بدات مقالي بيت شعر واختتمه كذلك .

ومن لم يذدْ عن حوضه بسلاحه**يُهدّم ومن لا يظلمُ الناس يُظلمِ