البرلمان البريطاني يناقش المصادقة على منح ‘‘عدن‘‘ و ‘‘جزيرة ميون‘‘ إستقلالهما (وثائق)

2015-12-26 05:01
البرلمان البريطاني يناقش المصادقة على منح ‘‘عدن‘‘ و ‘‘جزيرة ميون‘‘ إستقلالهما (وثائق)
شبوه برس - خاص - عدن

 

 

التاريخ كما يجب أن يكون ... والعلاقة بين الحاكم والرعية...!!

 

مرت علينا في نهاية الشهر الماضي الذكرى الثامنة والأربعون لاستقلال عدن, وهذه هي العبارة الصحيحة والدقيقة, لهذا عندما ناقش البرلمان البريطاني موضوع الإستقلال, صادق على منح عدن وجزيرة ميون أو (بريم) كما كانت تُسمى سابقاً إستقلالهما، لأن عدن وبريم كانتا مستعمرتين من قبل بريطانيا وليس كما يدّعي الكثيرون (استقلال الجنوب) وهذا خطأ وتزوير للتاريخ الذي أُخفيت حقائقه عنا, ولأن بقية مناطق الجنوب أو المحميات الشرقية والغربية وقعت معاهدات حماية وصداقة مع بريطانيا ولم تكون تحت الإحتلال...!! وقد قيل قديماً (من لا يعرف التاريخ يبقى طفلاً أبد الدهر). إذاً.. فالتاريخ هو ذاكرة الشعب وثقافته, هذه الذاكرة التي تورّث للأجيال اللاحقة مكونات الهوية والشخصية, ولولاها لبقي الإنسان بالفعل طفلاً, ونحن لم نعد كذلك وحين نضجت عقولنا وجدنا ضالتنا بين الكتب والمراجع والوثائق لنقوم بتدوين التاريخ مرة أخرى وإعادة صياغته بكل حقائقه و كما ينبغي أن يكون.

 

لنعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً لنستذكر من الأحداث ما غُيب عنا من حقائق ووضعت في صفحات مناهجنا التعليمية بحسب توجهات الحكومات المتعاقبة التي تسلقت سُلم السلطة في عدن حتى كدنا نصدق تلك الأكاذيب المزيفة التي أفطمونا أياها ونُقلت لمن جاء من بعدنا من جيل, وما الخطاب الذي تقدم به مجموعة من أعيان وأهالي عدن بكافة طوائفهم إلى جناب الحاكم العام للهند بخصوص نقل القبطان هينس من عدن واستبداله بحاكم آخر لخير دليل على ما حصل من تزوير مُريع في حق تاريخنا وألزمونا بقبوله عنوةً وتصديق ما قيل من أقوال بخصوصه بأنه (إنجليزي حقير تارة .. وبلطجي تارة أخرى) وغيرها من المسميات التي قيلت عنه عبر مراحل متعددة .. بينما اليوم وبعد أن ظهرت حقائق معاكسة غير التي تعلمناها وجب علينا بأن نضعها بين يدي الأجيال الحاضرة ومن سيأتون من بعدهم كما هي بحسب الوثائق, حتى لا تُغيب حقائق التاريخ عنهم...

وإليكم تفاصيل هذه الوثيقة كما جاءت ممهورة بتواقيع مجموعة كبيرة من أعيان وأهالي عدن بكافة طوائفهم وما ذُكر فيها: "نعرض خطابنا إلى معالي جناب الوزير المعظم والأمير المكرم أدام الله بقائه أما بعد ...

فهذه العريضة من كافة العرب الساكنين بندر عدن من قديم الزمان وهما شرذمة قليلة فلزم أن نعرض خطابنا إلى حضرتكم, فأراد المولى عز وجل أن يولى السركال المعظم بندر عدن في الأيام السالفة, وأقام فيها حاكماً على البلد والرعية جناب القبطان هينس, فأقام المذكور في هذا المقام العالي قدر خمسة عشر عاماً وهو مسدد أمور البلد بتدبيره ومنظر على الرعية ومحامي عليهم بعين الشفقة حتى مالت القلوب لمودة هذا الرجل بعد اختبارهم له طوال السنين وجهده لصلاح هذا البلد بعدما كانت مندثرة فلم يزل أمل الرعية يطول في عمارة البلد مع إقامة المذكور وتدبيره والناس تهرع إلى هذه البلدة والعُربان إذا حصل بينهم خلاف بعضهم لبعض يرضون بقوله سبب سياسته ومعرفته وعقله, ولم نشعر يوم التاسع من شهر مارس سنة 1854م ظهر حكم من جناب سعادتكم بإنتقال جناب القبطان هينس من عدن إلى بمبي فلم ندرك في حقيقة طلب المذكور القبطان هينس يوصل إلى بمبي ويرجع أم غير ذلك, فتكدرت الخواطر وانزعجت القلوب من ذلك بسبب الألفة بجناب المذكور مع طول الزمان ولا نحن نعرف ونتحقق باليقين حكم جناب السركال يجري على القانون ما يحصل فيه خلاف فالمرجو من جناب السركال بغير أمر منا أن يتكرم ويمن على الرعية الساكنين عدن أن يرجع لهم جناب القبطان هينس إلى البلد المذكورة حتى تنشرح قلوب الرعية المذكورين وغيرهم ولا لنا أحد غير السركال نعرض عليه شاهد حالنا ويشفق علينا فيما شرحناه برجوع القبطان هينس, ومادين أيادينا إلى الله تعالى بالدعاء أن يكون كلامنا مقبول من جنابكم والسلام ختام..." أنتهى

 

*- إعداد وتقديم: بلال غلام حسين

06 ديسمبر 2015م