مهندس ألغام جنوبي يصر على مواصلة عملة بعد أن بترت قدمه

2016-03-27 06:19
مهندس ألغام جنوبي يصر على مواصلة عملة بعد أن بترت قدمه
شبوه برس - خاص - عدن

 

العقيد علي صالح البركاني من أبناء حي الممدارة شمال مدينة عدن، يعمل مهندس ألغام منذ قبل الوحدة اليمنية، كان له دور كبير في نزع الألغام في مناطق عدة في مدينة عدن، التي زرع فيها الحوثيون عشرات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة، لكن رغم إصابته في حادث انفجار لغم أرضي، أصر على مواصلة العمل من خلال التوعية بخطر الألغام في مدينة عدن، مقدماً خبرته الطويلة في هذا المجال الخطير.

عمل العقيد البركاني مع المقاومة الجنوبية منذ اليوم الأول، إلا أن جلّ عمله أتى عقب تحرير العاصمة عدن في منتصف يوليو (تموز) 2015، حيث واصل مهمته في تطهير عدن من مخلفات الحوثي وقوات المخلوع، والمتمثلة في نزع الألغام التي زرعها الغزاة في مطار عدن الدولي، على اعتبار أولوية تطهير المطار، وأثناء عمله في المطار انفجر لغم أرضي في مركبة كانت تقله ومعه مجموعة من المهندسين، لتتسبب في إصابته بجراح أدّت إلى بتر قدمه ليمكث في مستشفى المدينة قبل ان ينقل إلى الأردن لتلقي العلاج هناك وتركيب رجل اصطناعية له.

وقاد البركاني فريقاً لنزع الألغام من مطار عدن وحيي المعلا والتواهي وأحياء أخرى في المدينة.

ويقول العقيد البركاني لـ24 “نزع فريقي خلال أيام من تطهير مدينة عدن آلاف الألغام والأجسام المتفجرة والمصنوعة محلياً”، لكن بعد نحو أسبوعين من العمل أنفجر لغم أرضي في مركبتي، مما تسبب في إصباتتي بجراح بليغة، فقدت على إثرها قدمي اليمنى”.

نقل العقيد البركاني إلى العلاج في الأردن، ليكلف نجله الوحيد محمد بالقيام بالمهمة بدلاً عنه، ويقول “كنت أشعر بالقهر، وأنا أقرأ أخبار سقوط الضحايا من المدنيين جراء الألغام، وأتحسر، لأني في الخارج وأهلي في عدن يذهبون ضحايا تلك الألغام التي زرعها الحوثيون وقوات المخلوع صالح بشكل عشوائي وكبير في المدينة”.

كلف العقيد البركاني نجله الوحيد (محمد) 19 عاماً، بالعمل مع أعضاء الفريق من المهندسين في نزع الألغام، وكان يدرك محمد ان والده يقوم بعمل إنساني ووطني ،وقبل المهمة بان يعمل مهندساً بدلاً عن والده خلال تلقي الأخير العلاج في الأردن.

وفي أواخر أغسطس (آب) الماضي، ذهب محمد مع مجموعة من المهندسين إلى مطار عدن الدولي لمسح المنطقة المحيطة بالمطار العسكري، وبينما كان أحد المهندسين يقوده المركبة التي تقلهم، تعطل المقود وانحرفت المركبة عن الطريق لتمر فوق لغم أرضي انفجر بمركبتهم وأسفر عن استشهاد المهندس محمد علي المشعوف وإصابة محمد علي صالح البركاني وعلي عبدالله محمد وسالم عياش بجراح، وكان لمحمد النصيب الأكبر في ذلك، فقد تعرض لإصابات خطيرة في قدميه ويديه وصدره ليقوم الأطباء في عدن ببتر قدمه.

عاد البركاني ونجله من رحلة علاجية في الخارج إلى عدن ليواصلا عملهما، ولكن هذه المرة عتبر حملة توعية في مختلف أحياء عدن وأبين ولحج.

ويترأس البركاني فريق التوعية من مخاطر الألغام، في مدارس مدينة عدن وتحديداً في حي دار سعد والبساتين.

فالألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة لا تزال تحصد المدنيين رغم مرور نحو تسعة أشهر من تحرير المدينة.

ويلقي البركاني وفريقه محاضرات توعية من خطر المخدرات، وكيفية التعامل مع الأجسام الغريبة، في مدارس مدينة عدن.

وحصدت الألغام عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال منذ تحرير عدن في يوليو (تموز) العام المنصرم.

 

 

 

المصدر - إمارات 24