بريطانيا والأستفتاء على الأنفصال .. وشعار الإتحاد أو الموت !!

2016-05-31 14:31

 

تتحدث في كندا مع مواطن كندي من أصول بريطانية ، وتسأله ما موقفه من الإستفتاء الذي تتأهب بريطاينا من خلاله لتحديد مستقبلها في البقاء ضمن الإتحاد الأوربي او إعلان أنسحابها!؟ فيكون رده - للشعب إرادته وأمنياته وقراره - .

لو سالت هذا السؤال في مجلس او حوار في - صنعاء- وطلبت رايهم في موضوع استفتاء الجنوب على البقاء ضمن الوحدة او الانفصال؟، فسوف تتجهمك الوجوه وتلعنك الألسن.

 

وأنقل اليكم بعض ما رشح من أخبارعن هذه الأمر الخطيرالذي تتناوله الصحف البريطانية بكل هدوء وروية دون إنفعال او تحمسات او ضجيج، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن تاريخ 23 يونيو المقبل سيكون موعدا لإستفتاء تاريخي على عضوية بلاده في الإتحاد الأوروبي.

وقال كاميرون "سأذهب إلى البرلمان وأقترح أن يقرر الشعب البريطاني مستقبلنا في أوروبا من خلال الاستفتاء الخميس 23 يونيو ، ووجه كلمة للشعب البريطاني قائلاً إن "القرار بشأن مصير بلادكم بين أيديكم"، ووعد بقيادة الحملة الداعمة للبقاء ضمن الإتحاد الأوروبي.

 

لم نسمع بتخوينات ولا رفعت شعارات في بقية دول الإتحاد تنادي (الإتحاد او الموت)، ولم تخرج مظاهرات وحشودات مــُندده . الوعي يصنع الفرق، فألشعوب بلغت من الرقي ومن الحكمة ما يجعلها تستنجد دائما بملهمات منطقية لا تنطعات وطنية.

 

في مقابل هذا، ضمنا حوار في كندا وكان محورالحديث حول فكرة إنفصال حضرموت، وهي تشكل مساحة هائلة من الوطن. فكان الجميع ينظرعلى أن ذلك من حق حضرموت في ان تفكر وتطمح في بناء كيانها وتحقيق ذاتها، فهي عانت بل أختطفت، وتم تجيير ثرواتها وغازها ونفطها وبحارها لشلة تربصت بها، بل لقد أتت صنعاء بالقاعدة والدواعش لتعيث الموت والخراب بارض سخية وشعب رائع ودين وسطي، كله محبة وتسامحات وإنسانية.

 

في يوم الخميس الموافق 23 يونيو سوف تقرر بريطانيا عبر الإستفتاء الإنفصال عن الإتحاد الأوربي او البقاء. لن تـُخون بريطانيا إذا أنفصلت، فلا يعني هذا بدء العداوات وإعلان الإنعزال عن الكيان الأوربي العظيم، بل هي رغبة مشروعة في تحقيق الذات.

 

لكنني أشعر أن بريطانيا ستصوت لصالح البقاء، لأنها تدرك أهمية العيش ضمن هذا المكون العظيم، او ما يسمى بالأتحاد الأوربي. الوعي يصنع الفرق.