بيان مجلس الأمن الدولي : كيف نقرأه ؟؟؟

في السياسة والدبلوماسية ما تخفيه الكلمات أكثر مما تبديه !!

ونحن هنا سوف نقوم بتفكيك هذا البيان وفض بنيته المغلقة من زاوية نظر منهجية نقدية عقلانية سيميائية .

أولا- لابد من التنويه بانه بيان وليس قرار والفرق بين الاثنين يشبه الفرق بين الحلم والواقع ! البيان ليس لا يمتلك أية قوة غير

قوته المعنوية.

ثانيا- هو بيان نعي مبادرة الحصانة الخليجية واعتراف خجول بالاخفاق والفشل في فهم مشكلة اليمن المعقدة والتعامل معها والمساعدة في حلها.

انه أشبه باعتراف شجي بالعجز

بعد خيبات كثيرة ، ومن يعجز عن التغيير

بالفعل والعمل يضطر في النهاية الى الحلم والدعاء والرجاء والأمل !!!

وهذا هو ما زخر به هذا البيان المهين

لا صحابه والمستهدفين ، ولكل شعب البيان الذي يستحقه !!!!

وهكذا إذن بعد عامين من صدور قرار مجلس الأمن ٢.١٤ الذي فرض الوصاية الدولية على اليمن وتوقيع مبادرة نقل السلطة والحصانة في الرياض . تلك المبادرة التي لم تشر الى الجنوب او أي شيء يتصل به يأتي مجلس الأمن اليوم

وبعد عامين ليقر بان السلطة لم تنتقل

وان الرئيس السابق المحصن هو الأقوى في صنعاء بل منحته الحصانه قوة أكبر

 

ويذكر مجلس الأمن ان هنا ثمة جنوب وشعب وثورة وقضية ورمز سياسي جنوبي اسمه( نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض ) حسب وصف البيان في البند الرابع ، وهذه إشارة تحمل دلالة

بالغة القيمة بالنسبة لثورة المقاومة الجنوبية السلمية !!! أخيرا اكتشف مجلس الأمن الدولي بان ثمة دولة وشعب وقضية جنوبية تستحق الاعتراف والإنصاف والحل الجذري الذي يعيد للشعب الجنوبي كامل حقوقه وحريته وسيادته .

عدى هذه الإشارة المهمة حاول البيان مدارات خيبته وعجزه بلغة ونبرة أخلاقية مرتبكة ، في ثمان نقاط تبدأ فقراتها ب

كلمات من قبيل : يرحب ، يشدد، يؤكد،

يدعو ،يعرب، يأمل ، يجدد ، يواصل !!!!

هذا البيان لم يذكر المبادرة الخليجية بكلمة واحدة وهذا معناه موقفا سلبيا منها !!

ربما أراد البيان تحميل فشل مبادرة التسوية السياسية الدولية التي ولدت ميته منذ الوهلة الأولى ، ايران وأطراف دولية

ومحلية حتى وان كان لابد من اختلاقها اختلاقا اذ لم تكن موجودة !! فما علاقة علي سالم البيض فيما يدور في صنعاء اليوم !!!!