وطني أكرهه

2016-11-04 07:03

 

مخيفة أحوال الوطن وكيف ان الأنسان في هذا الوطن الذي كان ملاذه وسعده وامله ، تحول الى مقبرة واسعة و مساحة من الحزن والخوف والدماء.

 الناس في كل الكون يبذرون  ويزرعون ويتعلمون ويخترعون ، ونحن نزرع الالغام ونحصد الأرواح  ونتعلم القتل وقنص الآمنين وتفخيخ السيارات ، ونلقن الانتحاريين ان لهم جنة وسع السموات والارض .

اليوم كل العالم وهمومه هو البناء والتعليم والاختراعات ، ونحن همومنا هي الهدم وتلقين المذاهب وحمل البندقية.

 

يتنافسوون في كل العالم على الاختراعات وتحسين السلالات الزراعية وتجويد التعليم والرقي بالانسان الذي جعله الله في  الارض خليفة ليعمر الكون. ونحن نتنافس على القنص والمتفجرات وتدريب الاطفال على القتل في ساحات الهلاك .

 

نحن من يقتتل في هذا العالم ولا سوانا وصرنا خبر الموت والدمار والهلاك في كل شاشات وصحف العالم ، وفرنا للشاشات الإعلامية  ساعات عمل طويلة في نشرنا افلام الرعب وشحنا برامجهم ببشاعات الحروب ومهالك البشر .

 

 العالم  يتنافس على حفر الانفاق عبر البحار والجبال ونحن نتنافس على حفر الخنادق وبناء المتارس .

هم يتافسون على الابحار والمغامرات الرياضية وقطع المحيطات بزوارق فردية . ونحن نتنافس على قطع الطرق وقتل المسافرين ونهب مدخراتهم .

 هم يتنافسون على شفاء الانسان من الامراض والجوائح ونحن نتنافس على هلاكهم ونسعد بالارقام من الضحايا في كل مجرزة .

 هم مشغولون في مختبرات العلوم والخلايا الجذعية ونحن منهمكون في جذوع واعجاز النساء ، ويشغلنا  الجن والسحر والعين وهل الملائكة ذكور أم أناث .

 هم يترحلون ويتفسحون في هذا الكون ،ونحن نهيم ونتشرد في بحار ووهاد الكون .

 

نحن نبحث عن لقمة رغيف في القمامة وفي السنتنا طعم المرارات ، وهم مشغولون في كيفية التخسيس وترشيد إستهلاكهم الكاربوهيدرات والمُحلّيات.

 

 هل رأيتم غيرنا يدمرون بيوتهم بايدي أهلهم ويكدسون السلاح على فقرهم المدقع ويدخرون الرصاص والذخائر بدلا من الكتب والتحف.

 والحقيقة المؤلمة اننا اليوم في حضيض الحضيض، ومن توحش إلى توحش ، وان ما اصابنا من جنون وخراب وتشوهات  لن نشفى منه ولو بعد خمسين سنة مما تعدون .

 

كرهت  الأنتصارات في الحروب فهي ذميمة وقبيحة وهي تأتي عبر قتلك خصمك وتدمير حياته.