صبرا جميلاً يا أمهاتنا الثكالى في مثاوي باكازم

2016-12-11 08:04

 

ماذا عساك تقول وأنت تشاهد عشرات من أولياء أمور المجندين الذين قتلوا وأصيبوا في مذبحة الصولبان عصر يوم أمس السبت ؟! – ماذا سيخطر على بالك وأنت تراهم يهرعون أمام بوابة مشفى الجمهورية ويبحثون عن أولادهم بين الجثث المسجاة في ثلاجة المشفى وبين أولادهم الجرحى المرميين في أسرّة الطوارئ يصارعون الموت؟! ولا يدري هؤلاء الآباء مايعملوا ولا يدرون ما يقولون؟! فهل تبادر الى ذهنك هذا السؤال؟!! ((أيكون هذا العمل الدنئ جهاداً لنصرة  الإسلام ؟!!)) وفي سرعة البرق سترى نفسك قد منعت وسواسها اللا أرادي بنفي ذلك حباً في دينك الإسلامي الحنيف ستقول (كلاً والف كلا ليس للإسلام علاقة بما يفعله هؤلاء الأغبياء المجرمون).

 

ماذا عساه يكون شعورك وأنت ترى هذه الجريمة؟!

الجريمة التي أهتزت لها أركان مدينتنا عدن وشوارعها وبيوتها الحزينة، وأصابت كل طفلاً وأمٍ وكل أباً ووصلت أصدائها الى كل زاوية من زوايا المدينة المكلومة، وما خلجة هنا الا وتحدثت، وتوجعت، وتألمت، بل وناحت نوحها المكبوت حزنا على شباباً أبريًاء تناثرت أجسادهم النحيلة وأختلط دمائهم باوراق ملفاتهم وشهائدهم الثانوية والأعدادية وصورهم يتفاخرون بملفاتهم المليئة بالجهود والمثابرة التي تحصلوها نتاج ما يقارب العقدين من أعمارهم، كل شي تناثر مع أجسادهم وأحلامهم وآمالهم، لكنهم  لا يتوسلون من أحداً ان يرثيهم بل أنهم يرثون كل مسؤول عن معاناتهم .

 

ستدمع عيناك وأنت تشاهد طوابير الشباب يتزاحمون على مختبر مشفى الجمهورية ليتبرعوا بالدم لزملائهم وعلى وجوههم الأسى يتسابقون في واجبهم الديني والإنساني، لا يدرون ماذا يقدمون لزملائهم لا يدرون ماجرى؟!  ولا يصدقوه مغلوبون على أمرهم غاضبون حانقون مستفزون في دينهم مستفزون في إيمانهم مستفزون في وطنيتهم مستفزون في إنسانيتهم.

 

سيقشعر جسمك وانت تتخيل عدد من القرى يخيم عليها الأتراح وتهبط على كواهل أهلها الاحزان التي لن تتحملها الجبال وهم يعدون قتلاهم بعدد اصوات النواح القادمة من كل بيت تشق سكون الليل في ريف وقرى أحور والمحفد،..  بالأمس أمريكا (الكافرة) قتلت العشرات منهم جلهم من الاطفال والنساء بطائراتها التي تلاحق (الإرهابيين) قتلتهم بتهمة انتمائهم زورا وبهتاناً لما يسمى بتنظيم (القاعدة الإرهابي) واليوم هذا التنظيم الإرهابي المتطرف بكل فروعه القادمة من صنعاء يقتلهم بتهمة أنتمائهم لـ(أمريكا الكفارة) والحوثيين وعفاشهم الإرهابي قتل ولازال يقتل وسيقتل مستقبلا زملائهم الجنوبيين الباقين بتهمة أنهم يناصرون أمريكا وإسرائيل.

 

ان الإسلام لبريئاً مما تفعلون أيها القتلة المجرمون سنقولها بالفم المليان أنكم (مُخلفين) أنكم جهلة أنكم تشوهون الإسلام أنكم ضالون  .. فالله لا يأمر بقتل الأبرياء فاي ديناً تدّعون .. ان الله يقول في محكم كتابه الكريم {..وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام:من الأية151].وقال سبحانه وتعالى في محكم أياته {…. مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} {المائدة: من الأية 32 }

 

تبت أعمالكم وتبت وجوهكم وتبت أياديكم النجسة يامجرمون، تنشرون الموت والإرهاب وتوزعوه على الفقراء وعلى أطفالهم وشبابهم بدلا عن توزيع رغيف الخبر كواجب ديني وإنساني في إغاثة الفقراء، أنتم لست الا خارجون عن الدين والملة (ياخوارج العصر) سنرى فيكم يوم يعذبكم الله بشر أعمالكم جزاءاً لكم في الدنيا، ولكم في الآخرة عذاباً اليم .. نسأل الله ان يرينا ذلك قريبا .. بحق كل مظلوما قتلته أيديكم المجرمة. .. وان الله لناصرنا وأنكم لمهزومون .. فصبراً جميلا يا أمهاتنا الثكلى ويا آبائنا المكلومين من آل باكازم في قرى أحور والمحفد في محافظة أبين.

 

*- أحمد الربيزي