خسارة للرئيس هادي ... حضرموت بين القضية والمؤامرة .

2017-04-23 08:41

 

قلنا مبكراً ان الستة اقاليم ستشعل الصراعات والتعصب الطائفي والمناطقي وقبل تدشينها اشتعل الصراع ولا زال وقلنا ان الاقاليم تؤسس لهويات جديدة وهي مفتاح لتقسيم الشمال والجنوب وها نحن نرى ذلك سريعاً قبل تدشينها رسمياً .

نحن مع ان يحافظ ابناء حضرموت على هويتهم الخاصة ضمن الوان الطيف الجنوبي وهذا ما اكدوه حين رفضوا مساعي عفاش لتقسيم حضرموت الى محافظتين واليوم يؤكدون على ان الهوية الحضرمية مقتصره على حضرموت بجغرافيتها المعروفة وبهذا استشعر الحضارمة مؤامرة الاقاليم الستة التي تهدد رمزية حضرموت ورمزية عدن .

 

حسب مخرجات الحوار كانت الاقاليم حل لقضية الجنوب وذهب الرئيس هادي لاعلان الستة اقاليم وهي كارثية لا تحل المركزية ولا القضية الجنوبية .

الاقاليم مشروع تقسيم انطلق من العراق ويمتد لسوريا وليبيا والان اليمن فيما الاقليمين هي حل للقضية الجنوبية وليس تقسيم بل تعزز الوحدة بين طرفين ندان لبعض كل طرف كان دولة بذاتها ويجب ان لا تكون الوحدة مدخل لتقسيم كل طرف فنحن مع وحدة الشمال مع وحدة الجنوب مع وحدة كل الدول العربية .

 

اليوم هادي يتعرض لثالث اختبار يؤكد على فشل مشروعه اولها الحرب ثانيها عجز مناصري الستة اقاليم على القتال لحماية مشروعهم ثالثها ما اتى اليوم في البيان الختامي لمؤتمر حضرموت حيث نادوا بأن تكون حضرموت بذاتها اقليم مستقل وقال محافظ حضرموت انه في ظرف 10 ايام فقط سيعلن ذلك وعلى الرئيس الموافقه وهذا يجعل الرئيس هادي في مواجهة كارثية مشروعه والذي يجب ان ينتهي فوراً من خلال تسوية شاملة تعزز الشراكة بين اقليمين الشمال والجنوب وتعزز من صلاحيات الحكم اللا مركزي من خلال الولايات  وذلك لفترة زمنية كافية تنتهي بتقرير المصير .

 

نحن مع ان تكون حضرموت ولاية تحكم ذاتها تدير شؤونها ويكون ابنائها ضمن عملية سياسية واسعة لا تقتصر على ولاية محددة ضمن تقسيم مناطقي يضعف حضرموت لا يقويها ويجعلها عرضه للتهديدات !

في امريكا عشرات الولايات التي تدير شؤونها وتحظى بكامل الحقوق العادلة الا انها تنطوي كاملة في عملية سياسية وديمقراطية واحده ولا يوجد تقسيم سياسي وعسكري نسبة للمناطق والمساحة .

في الحرب الاخيرة كان الجنوب مهدد بشكل عام وكان خط الدفاع الاول يمتد من كرش الى بيحان وكلها محافظات خارج ما يدعون له من اقليم خاص .

 

الجنوب موحد سيكون قوي والتقسيم سيضعفه ونقصد بقوي ليس القوة العسكرية فقط بل حتى الاقتصادية فالجنوب له تنوع في الاجواء والطبيعة وبقية محافظات الجنوب عكس حضرموت ليس فيها صحراء قاحلة كما ان السعودية ذاتها دقت ناقوس الخطر لمواجهة مرحلة نضوب النفط سواء بانتهائه بباطن الارض او انتهاء الاعتماد عليه مقابل الطاقة البديلة لهذا من يرى في حضرموت بئر نفط هو عدو حضرموت فحضرموت والجنوب عامة قوي ببعضه وها نحن نرى المملكة قوية بغض النظر عن اماكن تواجد الثروات ونحن مع وحدة المملكة وكل الدول العربية وعندما نطالب بالجنوب ليس لاننا انفصاليين بل الجنوب دوله ارتبطت باتفاق شراكة بين دولتان .

 

لحضرموت قضية واضحة من يريد ان يستغلها لتقسيم الجنوب هو نفس من يريد استغلال قضية الجنوب لتقسيم الشمال وكله يصب لصالح مشاريع التقسيم بعلم او بدون علم .

قضية حضرموت هي نفس قضية شبوة والمهرة ولحج وعدن وابين هي قضية مركزية وعدم وجود عملية سياسية واضحة المعالم لهذا عانى الجنوب اجمع من السياسات الخاطئة التي اشترك فيها ساسة الجنوب من كل محافظاتها بما فيها حضرموت .

 

مؤامرة التقسيم لا تهدد الجنوب فحسب بل كل الدول العربية والاسلامية والعاقل هو من يرفض ان يجعل من عدالة القضية كمدخل للمؤامرة

لهذا الجنوب يراد له ان يكون تائه بين القضية والمؤامرة اليوم حضرموت غداً سقطرى والحبل على الجرار .

 

/ نبيل عبدالله