أعلنت حكومة شرق ليبيا واليمن الاثنين قطع علاقتهما الدبلوماسية مع قطر في تتمة للخطوة التي بدأتها دول خليجية ومصر في وقت سابق بعد أن اتهموا الدوحة "بدعم الإرهاب"، في خطوة من شأنها أن تشدد الخناق على الإسلاميين المدعومين من قطر في كلا البلدين وبشكل خاص في ليبيا.
وأعلنت الحكومة اليمنية الاثنين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، عضو التحالف العربي العسكري الذي ينشط في اليمن، متهمة الدوحة بدعم المتمردين الحوثيين المناصرين لإيران ودعم جماعات متطرفة في اليمن.
وحذت اليمن حذو السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعضاء التحالف الذين أعلنوا في وقت سابق اليوم قطع علاقاتهم مع الدوحة، متهمين إياها بدعم "الإرهاب".
وقالت الحكومة في بيان أنها قطعت "علاقاتها الدبلوماسية بدولة قطر وذلك بعد اتضاح ممارسات قطر وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية ودعمها للجماعات المتطرفة في اليمن"، الأمر الذي "يتناقض مع الأهداف التي اتفقت عليها الدول الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية".
وعبرت الحكومة اليمنية عن ثقتها في استمرار التحالف العربي في بذل الجهود "لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني ودعم الشرعية واستعادة سيادة الدولة اليمنية من الانقلابيين والاستمرار في محاربة الإرهاب على كافة الأراضي اليمنية.
وتتهم أطراف من حكومة الشرعية باليمن قطر بدعم الحوثيين وجماعة الإخوان في البلاد وأنها تنفذ جملة من المخططات عبر هذه القنوات تهدف في مجملها لضرب الاستقرار وإطالة عمر الحرب في محاكاة للهدف الإيراني.
وذكرت تقارير يمنية أن الدوحة اعتمدت جملة من الأساليب كمحاولة لإخفاء دعمها للجماعة ولكن محاولتها الإيهام بأنها تقدم المساعدات إلى اليمن، في الوقت الذي تكون فيه المساعدات موجهة في الحقيقة لصالح المؤسسات المرتبطة بالإخوان "حزب الإصلاح" أو عن طريق مناطق موالية تقدم الولاء للإخوان.
ورغم مشاركتها في قوات التحالف العربي إلا أن قطر لم تتخلى دعم الإخوان حتى في اليمن وحتى في سياق إدراكها لكونهم يقفون في الصف المعادي للقوات التي تنخرط معها في المعارك، باعتبارهم جزءا من الأدوات المهمة للسياسة الخارجية لهذا البلد.
ويقول عدد من وجهاء المحافظات اليمنية إن رموزا من تنظيم القاعدة في اليمن، لا يجدون حرجا في إعلان ولاءاتهم لقطر، التي تدعمهم ماديا، وتوفر لهم الملاذات الآمنة.
ولكن بعد إعلان قطع الدبلوماسية وفي خضم هذا الحصار الذي باتت عليه الدوحة فما من شك أن تأثيرات الأخيرة ستتراجع بعد أن ارتدت عليها سياستها بالشكل الذي لا يبدو أنها انتظرته.
كما أن التنبه لمخططاتها في اليمن سيضعها تحت مجهر المراقبة، ومن غير المرجح أن نلقي بنفسها في ذات "المستنقع" الذي اتخذته في البداية لأنها تعي جيدا أن العودة له يعني الغرق أكثر ويعني مزيدا من الخسارة. وبالتالي فإن الإخوان في اليمن كما في ليبيا مدعوين للبحث عن مضخات تمويل جديدة لأنه من غير المجدي لقطر أن تواصل في الوقت الراهن على الأقل تمويل هذه الجماعات.