الحبيب أبوبكر المشهور يكتب عن : السلطان ناصر بن عيدروس العولقي رحلة حياة.. ومعاناة..

2017-07-13 10:12
الحبيب أبوبكر المشهور يكتب عن : السلطان ناصر بن عيدروس العولقي رحلة حياة.. ومعاناة..
شبوه برس - خاص - عدن

 

▪️ ولد السلطان ناصر بن عيدروس بن علي العولقي بأحور عام ١٩٤٥ م ، وتولى سدة السلطنة بعد مقتل والده على يد بعض البدو وعمره أقل من عشر سنوات ، وكان ذلك عام ١٩٥١ ، وحضر حفل التنصيب عدد من سلاطين وشيوخ محميات الجنوب آنذاك ، واختير في التنصيب عمه الأمير شيخ بن علي وصيا عليه وقائما بأموره.

 

▪️ وتلقى السلطان باكورة تعليمه بأحور على يد السيد العلامة علي بن أبي بكر المشهور ، وعلى يد جملة من المدرسين في المدرسة الميمونة ، ثم انتقل إلى مدرسة البادية بحضرموت، وبعدها درس المتوسطة والثانوية بزنجبار أبين ، ثم سافر إلى لندن لإتمام دراسته ، وعاد منها ولم يكمل بها تعليمه .

 

▪️ وفي هذه الأثناء قتل عمه شيخ بن علي على يد مجموعة من قبائل باكازم واختير وصيا على السلطنة من بعده الأمير أبوبكر بن أحمد بن علي ، ولما بلغ السلطان سن الثامنة عشر تولى شؤون السلطنة ، وعين وصيه الأمير أبوبكر بن أحمد نائبا أول وعين أخاه علي بن عيدروس نائبا ثانيا ، كما عين الحاج حنتوش بن علي نائبا ثالثا لشؤون منطقة المحفد وقراها.

 

▪️ وانضمت سلطنة العوالق آنذاك إلى اتحاد الجنوب العربي ، وتولى السلطان في الحكومة الاتحادية وزارة الشؤون الاجتماعية.

 

▪️ وخلال هذه المرحلة اعتنى السلطان بتحسين أوضاع البلاد في الجانب الإداري والاقتصادي والزراعي والسمكي ، ووسع دائرة التعليم في أحور والمحفد وقراهما ، مما أسهم في تثقيف وتعليم العدد الأوسع من الرعايا .

 

▪️ وكانت له مكانة شعبية واسعة ومحبة بين رعاياه ، وله اعتناء شديد بتوطيد التعليم الديني مشجعا للسيد علي بن أبي بكر المشهور، وولاه الإشراف العام على كافة مدارس السلطنة آنذاك، ولم يزل على تلك الحالة من تسيير أمور دولته مع نوابه ومسؤوليه حتى برزت في الأفق التغييرات الاجتماعية الثورية.

 

▪️ وفي عام ١٩٦٧ تخلت السلطة البريطانية عن حماية ولاياتها قبيل انسحابها من عدن ، وتم إجلاء العديد من السلاطين وأبنائهم إلى المملكة العربية السعودية ، وأما السلطان ناصر فقد بقي بأحور عدة شهور ثم نقل إلى عدن وأودع بسجن المنصورة ١٧ عاما ، حتى تيسرت أسباب إطلاقه على عهد الرئيس علي ناصر محمد ، وكان له سابق معرفة إبان دراسته في أحور على يد السيد علي بن أبي بكر المشهور .

 

▪️ وغادر السلطان ناصر إلى بلاد الحرمين الشريفين وبقي بها عدة سنوات حتى تهيأ له بعد الوحدة زيارة بلاده ، ومكث بها بمدينة الشعب عدة أشهر ثم عاد إلى المملكة واستقر بها ، وتضاعفت عليه في أخريات حياته بعض الأمراض وأجريت له عملية قسطرة في القلب وبتر بعض أصابع القدم من آثار مرض السكر.

وفي ٣ شوال ١٤٣٨ھ أسلم روحه إلى بارئها في مستشفى الجامعة بجدة بعد أن تضاعف عليه المرض ، وقرر الأطباء بتر إحدى رجليه إلا أن القضاء والقدر عاجله قبل ذلك ، رحمه الله رحمة الأبرار.

*- أبوبكر بن علي المشهور