حدث في مثل هذا اليوم قبل 115 عامًا خروج الاحتلال التركي من إمارة الضالع

2018-03-23 05:46
حدث في مثل هذا اليوم قبل 115 عامًا خروج الاحتلال التركي من إمارة الضالع
شبوه برس - متابعات - الضالع

 

❐☜ في مثل يوم الإربعاء 21 مارس وقبل 115 عامًا، وتحديدًا في سنة (1903م)، كان خروج الجيش التركي من معسكر (القشلة) في بلدة الجليلة بإمارة الضالع، بعد اتفاق لجنة ترسيم الحدود المشتركة الأنجلو ـ تركية

(لجنة عدن البريطانية برئاسة العقيد روبرت ألكساندر وهاب واللجنة التركية برئاسة العقيد مصطفى رمزي بك)، بخصوص ترسيم الحدود السياسيّة بين القبائل القاطنة في محمية عدن، وبين أراضي ولاية اليمن العُثْمانيّة، كما جاء في التقرير الذي أعده الميجر بـ. چـ. ميتلاند، المقيم السياسيّ في عدن تحت وثيقة رقم:(FO 21/416) المرفوع إلى وزير شؤون الهند البريطانية المستر بروديك المرفق (2) بتاريخ 10 يونيو 1904م (سري للغاية).

 

وقد جاء في نصّ التقرير بعض النقاط الهامة أبرزها:

 

❍【أولًا】

 تمت الموافقة على القرار التالي بموجب إرادة إمبراطورية (سلطانية)، تجري عملية تعليم الحدود، طبقًا لوضعية وطبيعة الأرض، وطبقا للخط الذي وضعته اللجنة البريطانية على الخارطة المشتركة، ويتم الانسحاب من بلدة (الجليلة) الواقعة ضمن ذلك الخط حين تجري عملية التعليم على الطبيعة.

❍【ثانيًا】

 صدر أمر بإبعاد الشيخ/محمد بن ناصر بن مقبل مبخوت (حاكم الأتراك في الجليلة) عن الحدود، وأبلغ السّفير أن التعليمات ستصدر قريبا بطرد حاكم تعز ـ الذي نصبه الأتراك حاكمًا لبلدة الجليلة ـ بسبب سلوكه وتصرفاته مع السُكّان المحليين في هذه البلدة والبلاد المجاورة.

 

❍【ثالثًا】

 عند انتهاء عملية المسح بين الطرفين من قبل لجنة الحدود الأنجلو ــ تركية المشتركة في عملية ترسيم الحدود الدَّولية بين الإمبراطوريتين البريطانية والعُثْمانيّة في الأراضي المتنازع عليها بين إمارة الضالع وملحقاتها وقضاء قعطبة، انسحبت القوات التركية من بلدة الجليلة ليلة الحادي والعشرين من مارس عام 1903م، وانسحبت اللجنة التركية إلى قعطبة بولاية اليمن العُثمانيّة، وهكذا مضى ثلاثة عشر شهرًا قبل التوصل إلى موقف أصبح تعليم الحدود معه أمرًا ممكنا.

❍【رابعًا】

 بعد انسحاب الاتراك من بلدة الجليلة انتقلت اللجنة البريطانية إلى المنطقة المجاورة لمنطقة سناح الحدودية (قرية صغيرة أقام فيها الأتراك مركزًا للجمارك بالقرب منها)، وهي قرية تبعد حوالي ميلين إلى الجنوب من قعطبة، وقد فصلت اللجنة ذلك بعد انسحاب الاتراك من بلدة الجليلة على الفور.

❍【خامسًا】

  في 29 مارس 1903م قام الكلونيل روبرت ألكساندر وهاب،  رئيس لجنة حدود عدن البريطانية، بتحريك مخيم لجنة الحدود إلى شمال بلدة الجليلة مباشرة إلى منطقة سناح جنوبي قعطبة، والتي كان يستخدمها الأتراك مركزًا للجمارك، وتم الانسحاب منها بعد الاتفاق مع لجنة حدود عدن بعد أن تم أثبات بأن منطقة سناح حتى سائلة حبيل سهدة على مشارف مدينة قعطبة اليمنية تابعة لأراضي أمير الضالع (شايف بن سيف بن عبدالهادي حسن الأميري) من خلال القبائل التي تدين بالولاء له ولاسلافه الذين حكموا إمارة الضالع وملحقاتها لأكثر من ستمائة عام ونيِّف بالتسلسل الزمني، وكذا سجلات الضّرائب التي أثبتت تبعية هذه المناطق المتنازع عليها بأنَّها أراضي أميرية تابعة لإمارة الضالع وأنَّها ضمن نطاق حدود محميات عدن التي وقعت معاهدات صداقة وحماية مع جلالة الملكة الأمبراطورة، كان أبرزها اتفاقية الحماية والصداقة المعقودة في 2 أكتوبر 1880م مع أمير الضالع علي مقبل بن عبدالهادي الأميري.

❍【سادسًا】

 الثامن عشر من مايو عام 1903م اتفقت اللجنة على أن الخط الأخضر في الخارطة أساسًا لتعليم حدود بلاد الأميري، والانسحاب الكامل للأتراك من الأراضي الأميرية (التابعة لإمارة،الضالع)، إلى بلدة قعطبة.

❍【سابعًا】

 اكتشفنا أن زكريا بيك، قائم مقام قعطبة (المسؤول الحكومي الذي يتولى شؤون منطقة إدارية) ــ أحد أعضاء اللجنة التركية ــ قام بالتواصل سرًا مع أحد الشيوخ في لكمة الصّلاح، الذي نصبه الأتراك شيخًا في الأراضي الأميرية سابقًا، وكان سيدًا من (السادة) وله بعض النفوذ الديني في المنطقة وعمل على تأليب الناس على الإنجليز، وما أن تلقى الماركيز لانزدون هذه المعلومات مدعومة باحتجاج قوي من اللورد كارزون حاكم الهند البريطانية، حتى أصدر أوامره إلى القائم بالأعمال في القسطنطينية لتقديم احتجاج شديد اللهجة إلى (الباب العالي) على تصرفات أعضاء اللجنة التركية.

 وقد قدم الاحتجاج وتم استدعاء زكريا بيك وتم ابعاده فعلاً من اللجنة التركية، ومن منصبه في قعطبة بشهر إبريل واختفى عن مسرح الأحداث من ذلك الوقت.

 

【المكتبة الوثائقية الأميرية ـ الضالع】