لماذا احتكر المياسر وآل حسنة حقيبتي الدفاع والداخلية لأكثر من 50 عاما ؟

2018-04-09 06:24
لماذا احتكر المياسر وآل حسنة حقيبتي الدفاع والداخلية لأكثر من 50 عاما ؟

العقيد علي عبدالله الميسري قائد الكتيبة الخامسة قبل الاستقلال وقائد الجيش بعد الاستقلال

شبوه برس - خاص - مودية ابين

 

 الجنوبيون يظلمون أبين حين يتهمونها باحتكار المناصب السيادية ، والشماليون والجنوبيون يظلمون دثينة خصوصا حين يجمعون على استئثارها بالمناصب السيادية المهمة وخصوصا وزراتي الدفاع والداخلية .

 

وهذا نتيجة للتعميم الخاطئ للأحكام التي يقع فيه الكثيرون حين يحكمون على الأشخاص ، أو المناطق ، أو المحافظات وأحيانا حتى القبائل .

 

لأن من يستقصي هذه المسألة بعين فاحصة ، وعقلية متجردة من التعصب ، ويخضع هذه  المسألة للبحث الدقيق ، سيخرج بنتائج لن يصدقها أحد ؛ وهي أن أبين عموما مهمشة ، ودثينة خصوصا أكثر فقرا وتهميشا ، قد تستغرب عزيزي القارئ من كلامي هذا الذي سأثبته لك من خلال البحث التاريخي لهذه القضية ، وسأثبت لك هذا بحقائق تاريخية دامغة لايستطيع أحد إنكارها .

 

وكما يعمم الشماليون والجنوبيون إن المناصب السيادية المهمة حكرا على دثينة ، يردد هذا الحكم إبناء مديريات محافظة أبين نفسها ، المكونة من إحدى عشر مديرية ، تمثل خمسة كيانات سياسية كانت قائمة قبل الاستقلال وهي:  سلطنة الفضلي  ، سلطنة العوذلي ، وسلطنة العوالق السفلى (باكازم)،  ويافع السفلى ، وولاية دثينة ، فإذا جاء ذكر الاقصاء والتهميش في إطار المحافظة اتهم أبناء هذه المكونات الأربعة دثينة بالتهام  حصة الجميع باسم أبين ، وهذه مغالطة كبيرة ، لأن أبناء دثينة أنفسهم مهمشون مقصيون كغيرهم من أبناء المحافظات الأخرى لأن المناصب التي يتهم اليمنيون - شمالا وجنوبا - دثينة بالتهامها هي حكرا على قبليتين من قبائلها فقط دون القبائل الأخرى وهما قبيلتا آل حسنة والمياسر لأكثر من خمسين سنة ؛ وسأثبت لك ذلك بالاسم والقبيلة ، والقرية ، في أهم وزارتين وهي الدفاع والداخلية كنموذج على سبيل المثال لا الحصر .

 

أولا :  وزارة الدفاع

1- أحمد محمد عرب -  الأخ الشقيق لحسين عرب -  (حسني ) ( قرية امقرين )قائدا الجيش قبل الاستقلال ، ومسمى قائد الجيش بمثابة وزير الدفاع وفقا  للمسمى الحالي

 

2- حسين عثمان عشال ( ميسري ) (قرية قرن عشال ) قائدا للجيش بعد الاستقلال .

 

3- عبدالله علي ميسري (المياسر ) قرية كبران ) قائدا الجيش ؛ وتولى المنصب خلفا لحسين عشال .

 

4- علي ناصر محمد ( حسني ) ( قرية امقوز )وزيرا للدفاع في حكومة الرفاق

 

دخل معهم علي عنتر ، وصالح مصلح في وزارة الدفاع نتيجة تبادل وزاري لأحداث توازن في قيادة الحزب والدولة وكانت قيادة الوزارة سببا في أحداث 13يناير سيئة الصيت ، لرفض صالح مصلح التنازل عن الحقيبة الوزارية في 86م  .

 

5- محمد ناصر أحمد حسني ( ال حسنة ) (قرية امكدفرة ) وزيرا للدفاع(  ال حسنة )   منذ عودة أبين إلى الحكم بعد 94م وترقية الرئيس هادي نائبا للرئيس  إلى سقوط صنعاء بيد الحوثيين .

 

ثانيا : وزارة الداخلية

1- محمد عبدالله البطاني حسني (ال حسنة ) ( قرية امقرن ) وزيرا للداخلية  حتى يناير 86م

 

2- حسين محمد عرب حسني (ال حسنة ) (قرية امقرين ) وزيرا للداخلية في حكومتين متعاقبتين حكومة باجمال وعلي مجور ، ليعود بعده لشغل نفس المنصب للمرة الثالثة  في حكومةالشرعية .

 

3- أحمد بن أحمد الميسري (المياسر ) ( قرية كبران ) وزير الداخلية الحالي .

 

مساحة هاتين القبلتين وتعداد سكانهما لايعادل نصف مساحة وتعداد قبيلة امسعيدي التي تشكل مع قبيلتي ال حسنة والمياسر الكيان السياسي المسمى ولاية دثينة  ،  ولا يوجد  من أبنائها  مديرا عاما ، أو حتى قائد شرطة؛ لا في محافظة أبين ، ولا في العاصمة عدن ! إلا ما أخذوها من خلال  فرض أنفسهم ، وكفائتهم ، كالمناضل علي شيخ عمر - رحمه الله  - الذي كان من أول خمسة أسسوا القطاع الفدائي للجبهة القومية   ،  وبعض القيادات العسكرية  كالقائد والمدفعي الشهير على مستوى جيوش الجزيرة والخليج اللواء المتقاعد /  محمد عمر ناذخ ،  واللواء/ محمد عبدالله باحلة - رحمه الله -  فإذا كان هذا الإقصاء الذي تراه داخل  دثينة فكيف بمديريات محافظة أبين الآخرى ، والغريب العجيب إن الكثير من أبناء أبين يأخذهم الإنتفاش الكاذب من خلال استغلال اسم (أبين) في الصراعات المناطقية ، والسياسية ، ويدفع أبناؤها الثمن من زنجبار حتى المحفد ، ومن يافع حتى أحور  طوال خمسين سنة ؛ كان نصيبهم من هذه الصراعات القتل ، والتشريد ، أما المناصب تتقاسمها خمس قرى لايفصل بين القرية والآخرى أكثر من 2 كيلو فقط  .

*- بقلم : سعيد النخعي