لمثيري الفتن نقول: عدن الحضن الدافئ للجميع

آه يا عدن!.. لا يسمع أناتك إلاّ من أحبك ومن أخلص لك، ومن دافع عنك حباً فيك، لا طمعاً في منصب أو ثروة أو غير ذلك من المصالح الدنيوية التي لا تتفق مع الحب الحقيقي لهذه المدينة المحروسة من الله، والتي تعايش فيها الجميع، جميع الأديان والمذاهب والطوائف، تعايشوا فيها بالأخلاق الحسنة التي اتفقت عليها جميع الأديان.

لكن أستغرب عندما جاء خبر في إحدى القنوات اليمنية بأن هناك بعض النقاط الأمنية تتعامل مع إخوتنا القادمين من المحافظات الشمالية معاملة سيئة، ولا أعلم من أين استقت تلك القناة هذه المعلومة المغايرة للحق والواقع، هل هي معلومة الغرض منها الفتنة بين إخوة الوطن الواحد، وإذا كان هناك تصرف لفرد فهو تصرف شخصي، فلا يجب أن تستثمره أي وسيلة إعلامية أو القنوات الفضائية أو صحيفة وتضخم مثل هذا السلوك الذي ترفضه عدن ويرفضه كل العدنيين.

فإخوتنا القادمون من المحافظات الشمالية يعملون بأمن وأمان في عدن بيننا ويلمسون الأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة من أهالي عدن "الأصليين" والأصيلين، بالرغم من أن بعض إخوتنا من المحافظات الشمالية والذين كانوا يعملون في عدن "مصدر رزقهم الذي كتبه الله لهم” مع الأسف وجدنا بعضهم يطعوننا في الظهر، كانوا يعملون في بيع الخضار وباعة متجولين وفي محلات تجارية، وتفاجأنا بأن بعضاً منهم كانوا عسكريين في حرب 2015، البعض منهم في النقاط العسكرية والبعض الآخر تمركزوا في الجبال يقنصون أبناءنا وشبابنا، وحتى النساء والأطفال لم يسلموا من القناصين، فعشنا أياما عصيبة لم تعشها عدن خلال الحروب الماضية وتشرد أبناء عدن نازحين في المحافظات ومن لم يستطع النزوح عاش أياماً صعبة، ورغم ذلك، فتح أبناء عدن صدورهم لإخوتهم من المحافظات الشمالية ورحبوا بهم في الظروف التي ألمت بهم واستقبلوهم خير استقبال ونسينا الآلام التي عانيناها بسبب البعض منهم.

تلك هي عدن، وهذه هي أخلاق أهاليها، لمن لم يعيشوا في عدن نقول لهم، لا تحكموا على عدن الطيبة، إلا بعد أن تعيشوا فيها وتعايشوا أهلها الطيبين الذين يقسمون اللقمة نصفين في حالة وجود جائع.

أرجو من القنوات والأجهزة الإعلامية تحري الدقة وعدم إثارة الفتن والتعبئة ضد عدن، فاليمنيون جميعهم إخوة، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فالبلد يكفيها ما فيها، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، اللهم احفظ عدن وأهلها.. اللهم احفظ اليمن وأهلها.

*- نبيل سالم الكولي – الأيام