نداء إلى شرفاء حضرموت : هبوا للدفاع عن وحدتكم ونهضتكم الموعودة

2018-09-19 01:06
نداء إلى شرفاء حضرموت : هبوا للدفاع عن وحدتكم ونهضتكم الموعودة
شبوه برس - خاص - سيئون - وادي حضرموت

 

من خلال اهتمامي ومتابعتي للشأن المحلي ومايعتمل على مستوى المشهد السياسي والاجتماعي في حضرموت، فقد شد انتباهي يوم أمس الاثنين بروز عملين أقل ما يقال عنهما أنهما عملان مشبوهان وخطيران، يعبران عن خبث وسؤ نوايا وأهداف من يقف خلفهما، كون المتبنين لهما يسعون الى خلق حالة من المواجهات والصدامات الإعلامية على الاقل بين الحضارم أنفسهم، على طريق تحقيق مزيد من الخلافات داخل المجتمع والى مزيد الانشقاق والتباعد بين جناحي حضرموت ساحلها وواديها، وادخالها في أتون صراعات مع الغير في ظل ظروف وأوضاع مختلفه لاتساعد حضرموت على خوض مواجهات لم تستعد لها جيدا بعد.

 

العمليتان اللتان أتتا متزامنتين توكدان أن الجهة الفاعله والمستفيده هي جهة واحده، والمتضرر من نتائجهما حاضرا ومستقبلا ستكون حضرموت الارض والانسان دون غيرها.

اولى هاتين العمليتين المشبوهتين تتمثل في اطلاق بعض الأشخاص هاشتاقا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتصدره عنوان رئيسي وهو رفض لاستقالة أمين عام مؤتمر حضرموت الجامع الدكتور عبدالقادر بايزيد، مع احترامنا واعتزازنا بالدكتور بايزيد وتقديرنا لجهوده في اعلا شأن مؤتمر حضرموت الجامع، إلا أن ذلك العنوان لم يكن إلا غلاف لماهو أخطر وغطاء لخبث ومكر أصحاب فكرة الهاشتاق، حيث جاء خلف هذا العنوان "الغطاء" شعارات وعبارات صداميه هجوميه ذات طابع استعدائي ضد جهات وأفراد داخل الجامع نفسه وأيضا تجاه جهات أخرى من خارجه، وكأن من قاموا بهذا العمل يهدفون الى وضع المؤتمر الجامع في حالة من الفوضى والتصادم المستمر والدائم بين أعضاءه وأطره، بتوسيع هوة الخلافات والتباينات التي برزت في الآونة الاخيرة والتي تتم معالجتها عبر الاطر التنظيمية للجامع، وأيضا لخلق صدامات ومواجهات بين الجامع وجهات أخرى من خارج حضرموت لاتخفي معارضتها لوجود ممثل للحضارم في الساحة السياسية وهو "الجامع" الذي تم تشريفه بهذه المهمه من قبل أبناء حضرموت، وبهذا ففي الحالتين يسعى مطلقوا الهاشتاق إلى إضعاف حضرموت ومنعها من استكمال لملمة شتاتها من خلال اختلاق جبهتين داخلية في إطار الجامع نفسه، وأخرى خارجيه مع جهات من خارج حضرموت منها قوى سياسيه ومناطقيه.

 

العملية المشبوهة الأخرى والتي انطلقت بالتزامن مع عملية الهاشتاق المذكور، تتمثل في التحريض والشحن ضد قيادة السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بالمحافظ قائد المنطقة العسكرية الثانيه، وتعميما ضد مديريات الساحل بغرض زرع الفتنه وخلق حالة من الفرقه والانقسام بين المجتمع الحضرمي الواحد، عبر منشورات عجت بها المواقع الالكترونيه ومنصات التواصل الاجتماعي، صادره عن جهات مقربه جدا من وكيل وادي وصحراء حضرموت بل من موظفين داخل مكتبه، حيث حملت تلك المنشورات اتهامات مباشره بأن المحافظ والقيادات وجهات أخرى لم تسمها صراحة في ساحل حضرموت هي من تمنع تموين محطات الوادي بالوقود ماخلق حسب قولهم أزمة خانقه في تلك المديريات، ولم تخلو تلك المنشورات من نفس التفرقه والتمييز المناطقي المقيت بين الساحل والوادي، في محاولة مفضوحه لخلق حالة من الكراهيه لدى مواطنينا في الوادي تجاه نصفهم وتوأمهم الآخر في الساحل، وهو ماتنبه له جميع المواطنين في الساحل والوادي الذين رفضوا هذا التوجه واستنكروا تلك المنشورات المشبوهه.

 

خلاصة القول، ان تلك الجهات الحزبيه المعروفة والمكشوفة للمواطنين في حضرموت كافه لم ولن تتوقف عن محاولاتها، وستعمل هذه الجهات بكل ما أوتيت من قوة وامكانيات، من أجل الوصول إلى مبتغاها في شد حضرموت الى الخلف ومنعها من النهوض من جديد واللحاق بركب الأمم المتطوره، عبر شق وحدة صف المجتمع الحضرمي وخلق بذور الفتنة في اوساطه، خدمة لخصوم حضرموت داخليا وخارجيا.

 

فمحاولات تعميق الخلافات داخل مؤتمر حضرموت الجامع الذي استحق شرف تمثيل الحضارم أمام غيرهم من القوى، واستعداء الآخرين ضد حضرموت والزج بها في معارك ومواجهات لم تستعد لها بعد بالشكل المطلوب، إلى جانب محاولات شق وحدة الحضارم بالحملات الاعلاميه وشحن وتحريض المواطنين في منطقة معينه من حضرموت ضد إخوانهم في مناطق اخرى، ماهي الا خدمة يقدمها بعض المنتسبون لحضرموت وللاسف أنهم يتبوأون مناصب قيادية فيها إلا أنهم ارتضوا ولاهداف حزبيه أن يعملوا ضد مصلحة أهلهم.

 

انني ادعوا جميع أبناء حضرموت الى التنبه لهذه الاعمال المشبوهه التي تستهدف حاضرنا ومستقبل اجيالنا، وان يعمل كل المخلصين على منعها بل مواجهتها بكل ما أوتوا من قوة وامكانات.

ستظل حضرموت نسيج اجتماعي وجغرافي واحد ولن تفلح محاولات من يحيكون الدسائس ضدها في النيل من وحدة وتماسك هذه الكتلة الجغرافية والإنسانية والحضارية مهما امتلكوا من قوة ودعم من الغير، وستظل حضرموت عصية على التقسيم والتفتيت.

19 سبتمبر 2018م

*- عبدالحكيم الجابري – كاتب صحفي