الموت القادم من الإصلاح .. من يقتل السلفيين في عدن؟

2018-12-10 13:17
الموت القادم من الإصلاح .. من يقتل السلفيين في عدن؟
شبوه برس - خاص - عدن

 

تزايدت حوادث الاغتيالات لرجال الدين السلفيين في مدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة، لكن دون أن يكشف الأمن اليمني عن الجناة الذين قتلوا العديد من شيوخ الدين السلفيين المناهضين للفكر الإرهابي والمتطرف.

تقول مصادر أمنية يمنية في عدن إن العديد من رجال الدين الذين قتلوا كانوا من أبرز الذين وقفوا ضد المد الحوثي الإيراني على البلاد وهو وضع جماعة الحوثي في دائرة الاتهام بأنها هي من تقف خلف تصفية رجال الدين السلفيين.

في الـ28 من فبراير (شباط) من العام 2016م، اغتال مسلحون مجهولون رجل الدين السلفي الشيخ عبد الرحمن العدني بإطلاق النار عليه في مدينة عدن اليمنية التي شهدت منذ حينه تنامياً في نفوذ المسلحين وبينهم جهاديون، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واغتيال مسلحون مجهولون الشيخ عبدالرحمن العدني اثناء خروجه من منزله متجها نحو المسجد في منطقة الفيوش” عند الاطراف الشمالية لعدن.

العدني كان يتولى الاشراف على “دار الحديث” الديني في الفيوش، وهي مركز تعليم ديني ذات توجهات سلفية، يضم طلابا محليين واجانب.

وقال الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية في عدن زيد السلامي حينها للوكالة الفرنسية “ان العدني كان يعرف عنه “انه يرفض العنف والارهاب”، مشيرا الى ان من اغتاله يريد “الدفع بالشباب السفليين المعتدلين لانتهاج العنف”.

وفي أواخر يوليو (تموز) 2016م، اغتال مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم الدولة الاسلامية الشيخ عبد الرحمن الزهري إمام جامع الرحمن بمدينة المنصورة في عدن جنوبي اليمن، تلى ذلك اغتيال رجال دين اخرين في حوادث متعددة، وهو ما دفع العديد من الاطراف الى اتهام أحزاب أخرى بالوقوف وراء تصفية رجال الدين السلفيين (اصحاب الفكر المعتدل).

لكن واحدة من تلك الحوادث، دفعت رجال الدين السلفيين الى اتهام الاخوان بالوقوف وراء تصفية السلفيين وهي واقعة اغتيال الشيخ ياسين العدني الذي اغتيل غداة القاء محاضرة اتهم فيها جماعة الإخوان بتكفير المسلمين للمصلحة الحزبية، وهو ما يقول سلفيون إن التنظيم الإخواني المتطرف زرع عبوة ناسفة في سيارته انفجرت لتودي بحياته وتصيب نجله، قبل ان يقتل فهد اليونسي وهو رجل دين أخر برصاص مسلحين مجهولين.

واعتقد خبراء في شؤون الجماعات الاسلامية في اليمن إن تنظيم الإخوان هو المستفيد الأول من تصفية السلفيين، خشية ان يأخذوا مكانة الحزب السياسية اثر بروز السلفيين في الحرب ضد الحوثيين الشيعة، وهو ما دفع الإخوان الى اغتيالهم خشية تقليص نفوذهم.

ويحظى السلفيون بشعبية واسعة خاصة في جنوب اليمن حيث يقول خبراء “إن السلفيين لا يرتبطون بماضي دموي مثل الاخوان وتنظيم القاعدة الذي شارك في الحرب الأولى على عدن منتصف تسعينات القرن الماضي”، وهو ما يضع السلفيين المعتدلين والذين يحرمون الحزبية في مصاف الجماعات الإسلامية الأكثر حضورا في عدن.

احد رجال الدين السلفيين قال إن المتهم الرئيس في قتل رجال الدين السلفين هم (الإخوان المسلمين) الذين قال ان الشيخ مقبل الوادعي كان يصفهم بالإخوان المفلسين والذين يحللون ما حرم الله ويبيحون دماء المسلمين من أجل المناصب والرتب.

تربط الإخوان بالتنظيمات الإرهابية علاقة قوية، حيث ان تنظيم القاعدة في اليمن يعد الجناح المسلح الذي كان يعتمد عليه الرئيس اليمني السابق علي صالح في تصفية خصومه السياسيين وخاصة اصحاب الحزب الاشتراكي اليمني صاحب الميول اليسارية.

واعترفت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بمعاداتها للسلفيين بتهم أنهم يريدون اقصاء الحزب الإخواني، حيث تقول وسائل إعلام الإخوان ان السلفيين باتوا ينصابون العداء للتنظيم الإخواني في اليمن.

ويقول موقع اخباري اخواني تموله الدوحة ” إنه في الآونة الأخيرة ارتفعت حدة الخطاب العدائي لبعض مكونات الحراك الانفصالي الجنوبي ضد حزب الإصلاح، خاصة من قبل المكون أو الفصيل الذي يتزعمه محافظ عدن المقال من منصبه عيدروس الزبيدي، بالإضافة إلى بعض الجماعات السلفية الجنوبية الانفصالية، والتي يتزعم أبرزها هاني بن بريك.

وتعتقد مصادر أمنية يمنية إلى ان لجوء الإخوان الى تصفية رجال الدين السلفين جاء في اعقاب فشلها في احتواء الجماعة غير المتحزبة عقب الاطاحة بنظام صالح.

وحاول التنظيم احتواء السلفيين من خلال تأسيس احزاب إخوانية باسم السلفية وابرزها حزب الرشاد وحزب التنمية والسلم وحزب النهضة، وهي احزاب إخوانية حاولت احتواء السلفيين الذين ينبذون الحزبية بدعوى انها حرام ولا يجوز التحزب.

كما يرفض الإخوان الجمعيات التي تزعم انها تقوم بإغاثة الناس بدعوى انها تقوم على باطل.

وتصنف العديد من الجمعيات الإخوانية كإرهابية وتقديم أموال للتنظيمات المتطرفة.

ويمثل حزب “الاصلاح” حاضنا سياسيا واعلاميا لما يسمى القاعدة وجرائمها ففي كل الاحداث التي تجري في البلاد والتي يكون طرفها القاعدة نجد ان بيانات ومواقف وتصريحات قيادات حزب الاصلاح تدافع عنها وتبرر جرائمها الى ان اثبتت الاحداث الاخيرة وجود علاقة مباشرة وارتباط بين القاعدة والحزب الذي ظهر منسقا ومقاتلا مع القاعدة ومدافعا عن جرائمها بحق الشعب اليمني في مختلف الاحداث التي حدثت في اليمن شمالا او جنوبا يعزز ذلك عدم اصدار او تفاعل قيادات الإصلاح حتى ولو ببيان سطحي يستنكر تلك الاعمال الإرهابية

ويتخذ التنسيق والتحالف بين الاخوان والجماعات الإرهابية عدة مجالات وصور منها الجانب الإعلامي حيث أن الوسائل الإعلامية الضخمة التي تتبع لحزب الإصلاح نجدها تتجاهل جهود مكافحة الإرهاب وتعمل على تشوهيها وتسعى في رفع تقارير حقوقية تدافع فيها على إرهابيين في المحافل الدولية عبر المنظمات التابعة للإصلاح (الاخوان المسلمين) الممولة من قطر .

الإصلاح والدفاع عن الارهاب

تحالف “رصد” وهو تحالف تابع لحزب الاصلاح “الاخوان المسلمين في اليمن” عن “يقف على نفس المسافة التي تقف فيها الجماعات الإرهابية حيث سبق وان قدم تقارير تتضمن دفاعا مستميتا عن عناصر القاعدة وداعش والاخوان المسلمين الذين ثبت تورطهم في جرائم إرهابية واصفا اعتقال تلك العناصر الإرهابية بالاعتقال التعسفي وغير القانوني وكذلك الغارات الجوية بأنها خارج اطار القانون

ووقع التحالف في تقريره في خطأ مهني نتيجة دافع سياسي بايراد حالة ضبط امنية لعنصر من عناصر تنظيم القاعدة كحالة حقوق انسان واعتقال تعسفي ضد “طفل”

وتعد هذه الحالة دليلا مثبتا على اصرار التكتلات المدنية الممولة من الاخوان المسلمين في اليمن على الدفاع عن “الارهاب ” واستهداف جهود مكافحة الإرهاب من خلال اظهار العناصر الارهابية حال اعتقالها كحالات اعتقال تعسفي لاطفال ومدنيين ، وإلى جانب هذا الدفاع تقف وعلى نفس الهدف الحملات الإعلامية التي تشنها وسائلهم الإعلامية علي أي جهود لمحاربة الإرهاب حتى ولو كانت في دول أخرى في المنطقة

وكشفت الحرب باليمن عن حقيقة حزب الاصلاح [فرع الاخوان المسلمين باليمن] باعتباره المنبع الحقيقي للجماعات الارهابية، ومدرسة لتخريج الانتحاريين الارهابيين.

فالاحداث الكثيرة التي شهدتها اليمن من تفجيرات وهجمات ارهابية، تم تنفيذها بتخطيط وتدبير من حزب الاصلاح،بما فيها تلك التي نفذت بواسطة انتحاريين فجروا انفسهم اثبتت هوياتهم وانتماءاتهم السياسية انتماءهم لحزب الاصلاح وتخرجوا من ابرز جمعياته وجامعاته كجمعية الاصلاح وجامعة الايمان

فضلا عن احتضان الاصلاح بمأرب والبيضاء وتعز لقيادات الارهاب المنتمين في الاساس لحزب الاصلاح وتخرجوا من جامعة الايمان، وشاركوا في حرب افغانستان [الموطئ الاساسي لتنظيم القاعدة] وكذا شاركوا مؤخرا في معارك سوريا والعراق [ الموطئ الرئيسي لداعش].ومن تلك الأمثلة مقتل نجل القيادي في حزب الإصلاح والمقرب من علي محسن الأحمر( مبهيط ) في مأرب على ايدي مسلحين مجهولين عقب عودته من القتال في سوريا وكذلك مقتل نجل القيادي الاخواني عبدالمجيدالهتاري في سوريا

لتتضح خلال الفترة الماضية حقيقة حزب الاصلاح [فرع الاخوان المسلمين باليمن] وعلاقته بالارهاب، بشكل واضح غير قابل للتشكيك، بأنه اصبح الاصلاح الحاضنة الرسمية للجماعات الارهابية ومصدرها

ويحتضن الاصلاح في عدد من الاماكن الواقعة تحت سيطرته قيادات الجماعات الارهابية، خاصة في مأرب والبيضاء وتعز وشبوة ووادي حضرموت، واجزاء من محافظتي ابين وشبوة.

وتؤكد معلومات امنية عن دعم كبير تتلقاه الجماعات الارهابية [القاعدة وداعش] يقدمه لها حزب الاصلاح الذي يتخذ من مأرب مركزا لنشاطاته، تحت حماية القوات الواقعة تحت تصرف علي محسن الاحمرومنها الميليشيات التي يقودها القيادي المصنف في القائمة الامريكية لدعم الإرهاب الحسن ابكر وكذلك القيادي الاخواني العرادة والقيادي الاخواني العكيمي .

الغطاء الإعلامي والدعم القطري

في اصدار مجلة «المسرى»، الذراع الإعلامية باسم تنظيم «القاعدة»، فى عددها الواحد والخمسين،خصصت المجلة صفحة للدفاع عن قطر وأميرها، تميم بن حمد، مؤكدة أن قرار مقاطعة الدول العربية تم بعد تمسك الدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين، الذين تم إدراجهم كجماعة إرهابية فى كل من مصر والإمارات والسعودية، إضافة إلى تمويل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» واستضافة قادتها.

في دفاع واضح من وسيلة إعلامية تابعة للقاعدة عن قطر وجماعةالاخوان المسلمين

كما نقلت الصحيفة فى نفس العدد إصدار يحمل عنوان «وسقط القناع»، الذى بث عبر مؤسسة «السحاب»، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، بتصنيف دول خليجية وعربية، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أفرادًا وكيانات ترعاها قطر على قوائم الإرهاب.

وفى العدد التالى للصحيفة والذى يحمل رقم «52»، نشرت تحقيقًا ادعت أنه عنوان «من اليمن إلى ليبيا يد الإمارات ظاهر على ظهر كل مظلوم

مؤسسة السحاب التابعة للتنظيم الإرهابي نشرت أيضا في احد اصدارتها كلمة للقيادي فى تنظيم القاعدة باليمن، خالد باطرفى، والذى وصف القائمة الارهابيةالتي أصدرتها السعودية ومصر والامارات والبحرين وايدتها مختلف الدول العربية بكونها حربًا على الإسلام والمسلمين، داعيًا كل من وصفهم بالعلماء والدعاة وطلاب العلم ومختلف فصائل الحركات والجماعات الإسلامية إلى «الانتصار والتحريض على الجهاد ولا سبيل إلى الوطنية»

ووصف تقرير مطول فى صحيفة تنظيم القاعدة ، والصادرة من ساحل حضرموت، ما سماها الحملة على قطر، بأنها نتيجة انزعاج من الدور القطرى فى اليمن ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين.

ارتبط تنظيم القاعدة فى اليمن و«حزب الإصلاح» الجناح السياسى والمسلح لجماعة الإخوان فى اليمن، فيما بينهما وذلك حسبما أكده القيادى جلال بلعيدى المرقشى، فى إصدار سابق والذى علق على العلاقة المترابطة بين جماعة الإخوان والتنظيم فى اليمن والمشاركة فى العمليات بتعاون مشترك فيما بينهم، والتى كان أبرزها فى مدينة مأرب.

والباحث فى تاريخ تنظيم القاعدة فى اليمن يرى أن معظم قادتها من جماعة الإخوان، ولهذا يعد هناك ترابط قوى مع تنظيم الإخوان وقطر، وذلك لتسهيل الجماعة فى السابق التحاق طلبة التنظيم بجامعة الإيمان، التابعة له وقاتلوا جنبًا إلى جنب فى عدد من الجبهات باليمن.

كل هذه العلاقات السابقة كانت قبل انطلاق مايسمي بثورات الربيع العربى، والتى انقلبت الجماعة على التنظيم زاعمة وقتها أنها لا تعمل سوى فى السلمية، أبدى الإخوان مواقف متشددة من تنظيم القاعدة، وكان ذلك خطوة لتصدر المشهد السياسى فى اليمن والوصول إلى السلطة، ولكن مع فشل الجماعة سياسيًا وطرد الشعوب العربية لها، عادت العلاقات من جديد منذ مطلع عام 2014. وحتى اليوم

علاقة حميمة

يوما بعد يوم، تثب الوقائع والأحداث التي تمر بها اليمن و الجزيرة العربية والمنطقة والإقليم بشكل عام، العلاقة الحميمية الوطيدة التي تجمع «تنظيم القاعدة» الإرهابي بـ «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين» وفروعه المنتشرة باليمن التي يرعاها «حزب التجمع اليمني للإصلاح» الذي يعد اليافطة العريضة التي يتستر خلفها «إخوان اليمن» بالغطاء الديني والأعمال الانسانية والخيرية . ولا غرو، أن تنعكس «العلاقة المتينة» بين الطرفين «سياسيا وفكريا وعملياً» على «الخطاب الإعلامي» الذي تتبناه «الآلة الإعلامية» لكل من «تنظيم القاعدة بجزيرة العرب» و«إخوان اليمن» بوصفها كيانا إعلاميا «موحدا» لأجندة التنظيمات المتطرفة المصدرة لـ «الإرهاب.

الامر الذي يؤكد أن «إعلام القاعدة» يردد ما يكتبه «إعلام الإخوان» وكذلك العكس فذلك الخطاب الإعلامي يصدر من «مطبخ ومنبع واحد». سيما وأن الهجوم الذي ورد في العدد الأخير من «الصحيفة الأسبوعية»، جاء في أعقاب انكشاف «الدوحة» في دعم وتبني «الإرهاب» في عدد من دول المنطقة والعالم ودعمها للعديد من التنظيمات الإرهابية وكذا التنظيمات المرتبطة بـ «إيران». وهو ما فسره مراقبون، بـ «التناغم الإعلامي» بين خطاب «القاعدة» وخطاب جماعة «إخوان اليمن» التي ترتبط بعلاقة قوية ومكشوفة بالتنظيمات الإرهابية الممولة من «الدوحة» المتورطة في دعم الإرهاب منذ سنوات طويلة ركيزة أساسية من سياستها الخارجية ورقة مناورة وضغط على محيطها العربي والإسلامي.

*شبوه برس – 24 عدن