لقد عملت الجبهه القوميه على يمننة الجنوب منذو الايام الاولى لنشوءها أي منذو الايام الاولى لمرحلة الكفاح المسلح ( 14 أكتوبر 1963 حتى 30 نوفمبر 1967 ) حتى تتوجت تلك اليمننه بقيام جمهورية اليمن الجنوبيه الشعبيه ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ثم الجمهوريه اليمنيه وكان كل ذالك يتنافى مع طبيعة واقع الجنوب ولكن حلم قيادات الحزب الاشتراكي اليمني وقواعده في الجنوب في تحقيق وحدة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهوريه العربيه اليمنيه لتكون اول حجر أساس لتشييد ذالك البنيان القومي المقدس الذي يتراءى في خيال كل وطني شريف في هذه الامه من المحيط إلى الخليج كان هو الدافع لتحقيق الوحده ، نعم لقد وطأت أقدامنا صنعاء وعيوننا على المسجد الأقصى في القدس وسبته ومليليه في المغرب الأقصى ، ولكن القوى المتنفذه في الشمال حالت دون تحقيق طموحاتنا التي لم تكن إلا طموحات هذه الامه التي تحمل أعظم رساله في التاريخ حملها إياها الله إلى العالمين .
نعم لقد فشلنا لأنا اعتمدنا النوايا الطيبه ولم نعتمد المنهج الواقعي والعلمي من أجل تحقيق طموحاتنا والنوايا الطيبه ليس لها مكان في اتخاذ القرارات المصيريه لشعوب والأوطان وليس من العيب أن نعترف بفشلنا أو أن نعود خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام ، ولكن العيب أن نكرر نفس الخطأ وهو اعتماد منهج النوايا الطيبه بدلا على اعتماد المنهج الواقعي والعلمي .
علينا الاعتراف أن وحده 22 مايو 90 قد ماتت ولم يتبقى إلا مراسيم دفنها ، لذى علينا أن نفكر كيف يمكنا استعادة الجنوب كجسد واحد وروح واحد وكذا بقاء الشمال جسد واحد وروح واحد لأن لا بديل لهذا عدى ظهور دويلات عديده تكون عباره عن مسوخ تابعه لا تمثل شعوبها ولا أوطانها ، وفي تقديري أن الحل للأزمة اليمنيه يكمن في فك ارتباط الجنوب بالشمال وبناء دولتين فيدراليتين دوله في الجنوب ودوله في الشمال تكون كل محافظه ولايه فيدراليه في كل من الدولتين ، وهذا هو الحل الذي أعتقد أنه سيظمن الاستقرار في اليمن وفي منطقة الجزيره العربيه والقرن الأفريقي ويقوض المشروع الإيراني وأداة تنفيذه الحوثيين ويضمن المصالح المشتركة مع الجانب الإقليمي والدولي ويصون الأمن والسلام الإقليمي والدولي .
صقرالغرانيق سالم هارون
الولايات العربيه المتحده
ولاية شبوه
2 مارس 2019