الأمير الشاعر والعسكري والموسيقي المزارع " أحمد بن فضل العبدلي القمندان"

2019-05-07 14:26
الأمير الشاعر والعسكري والموسيقي المزارع " أحمد بن فضل العبدلي القمندان"
شبوه برس - خاص - حوطة لحج

 

قبل أن ننشر ما خطه الكاتب "محمد عباس ناجي الضالعي" نود أن نقدم عن أَحْمَد فَضْل العَبْدَلِي (1943-1881م) الملقب بالقُمِنْدان هو شاعر وملحِّن وعسكري ينتسب إلى أسرة سلاطين «العبادل» اليافعية التي حكمت سلطنة لحج قبل زمن الاحتلال البريطاني للجنوب العربي بأكثر قرن ونصف من الزمن .

وهو أيضاً مؤرخ وباني نهضة زراعية في سلطنة لحج العبدلية وأدخل كثير من المزروعات الجديد على المنطقة أحضرها من الهند في احدى سفراته وهناك من يطلق عليه صفة الفقيه. شارك في تأسيس نادي الأدب العربي في عدن في 1925م وكان مضطلعاً بنشاطاته، وتولى رئاسته في فترة من الفترات.

والقمندان يعد من أشهر شعراء العامية في الجنوب العربي أجمع وملحن وعازف لأكثر من آلة موسيقية ولأشعاره شعبية هائلة في لحج وكل المناطق الجنوب والخليج العربي التي لم تستلم من السرقة وقام البعض بنسبها لأنفسهم . وهو يُعد مؤسس الغناء اللحجي الحديث،

 

"شبوه برس" ينشر ما كتبه "الضالعي" :

نجوم في سماء الجنوب المحتل

اعزائي القراء الاكارم ضمن سلسلة نجوم في سماء الجنوب المحتل تجدوني في هذه الاسطر المتواضعة احدثكم عن نجم عربي جنوبي كبير وعظيم قد لا أعطيه حقه في عجالة كهذه.. هو: احمد فضل بن علي بن محسن بن فضل بن محسن بن فضل بن علي العبدلي.. يكنى بالقمندان.. وهي رتبة قائد الجيش اللحجي.

 

 ولد في عام 1883م في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج.. ترعرع وكبر فيها فكبرت الحوطة به واصبحت بفضله عاصمة الفن والثقافة...وهو من اسرة سلاطين لحج العريقة والتي كان أبوه قد تربع على عرشها لفترة من الزمن.

غير ان نجمنا هذا تفرد عن بقية افراد الاسرة العبدلية التي انجبت كثير من الرجال العظماء انه لم يسع الى الحكم وانما سلك طريق العلم والمعرفة فاصبح شاعر سلطنة لحج الاول ومؤرخها الوحيد. بل المؤرخ الاول للجنوب المحتل.  فقد اصدر كتابه الشهير في عام 1932م بعنوان (هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن). وهو اول كتاب يطبعه شخص جنوبي.. وتوفى في عام 1943م.. اي بعد عمر دام 60 سنة.

 

وعندما اقول انه المؤرخ الاول للجنوب المحتل لم استنتج ذلك  برغبة شخصية مني وانما من تجارب حياتي الخاصة.. ففي عام 1983م كان احد المترجمين الروس في عدن واسمه (فالنتين) يعمل في الترجمة ويحضر شهادة الدكتوراه في تاريخ الجنوب فطلب مني المساعدة وكنت حينها شابا محدود المدارك.. فحاولت أدله على مراجع أخرى ولكنه كان يصر على الاستناد الى كتاب نجمنا اليوم واخبرني انه افضل كتاب عن تاريخ شعبنا فقرأت ذلك الكتاب عدة مرات ولم استوعبه بالشكل المطلوب.. ومع توسع مداركي واهتماماتي بالتاريخ وجدت ان ما قاله الباحث الروسي صحيحا. بل استنتجت ان العبدلي لم يدون الكثير من مراحل تاريخ شعبنا فقط وانما هو اول من دافع عن ذلك التاريخ ببعد نظر كبير.. فأخذت منه الكثير من المعلومات الهامة في أحد مؤلفاتي.

 

لم يترك العبدلي هذا الكتاب التاريخي فقط. وانما ترك ارث شعري غنائي عظيم هو بمثابة نهر يتدفق حتى اليوم ونهل منه عديد من الشعراء والفنانيين اللحجين بشكل خاص والعرب الجنوبيين بشكل عام.. فمن مدرسته نبغ عدة فنانين امثال: فضل محمد اللحجي وحسن عطاء واحمد يوسف الزبيدي وفيصل علوي وسعودي أحمد صالح وعبود خواجه وغيرهم مئات من الهامات الفنية.

 

اعتذر منك ايها المبدع العبدلي باسم شعبك العظيم لان القيادات التي ظهرت في هذا الوطن كانت غبية ولم تعطك حقك من الانصاف وحتما سيأتي ذات يوم قريب شبل من اشبال وطنك او زهرة من زهراته وتعطيك حقك من التكريم فانت رمز الثقافة الوطنية الجنوبية.

 

رحمك الله سيدي الكاتب والشاعر العظيم أحمد فضل العبدلي.. كنت وستظل نجما ساطعا في سماء وطنك الى ما شاء الله.. وانت بالنسبة لي نابغة عصرك وأستاذي الذي تعلمت منه مع اني لم أره وجها لوجه.

 

بمناسبة شهر رمضان الكريم اسأل العلي العظيم ان ينجي الابطال الذين يدافعون عن الضالع وعن الجنوب كما نجى ادريس من بطن الحوت ونجى موسى وهو في التابوت ونجى محمد بنسيج العنكبوت والصلاة والسلام عليه وعلى وآله وصحبه ونحن معهم بحوله وقوته.. آمين.

*- محمد عباس ناجي الضالعي