"الجبالية" في عدن ... من البحث عن لقمة العيش في الجنوب إلى السيطرة وتسليمه لصنعاء

2019-06-08 19:01
"الجبالية" في عدن ... من البحث عن لقمة العيش في الجنوب إلى السيطرة وتسليمه لصنعاء

زعيم الجبالية السياسي "عبدالفتاح أسماعيل" أيام وصوله من تعز منتعلا شبشب حمام

شبوه برس - خاص - عدن

 

لم يكن مصطلح "شمال وجنوب" معروفا في عدن والجنوب العربي في كل التاريخ السياسي والثقافي المعاصر في القرن العشرين وما قبله من قرون , ولم يستخدم هذا المصطلح إلا بعد سيطرة فصيل "الجبهة القومية" على الحكم الجنوب بمؤامرة قذرة من مخابرات بريطانيا وأعوانها الجواسيس العرب وتم تغيير هوية شعب وأرض "الجنوب العربي" إلى الجنوب اليمني ومن هنا نشأ مصطلح "شمال ـ جنوب" ومن هنا أيضا بدأت مرحلة الشقاء والضياع الجنوبي بالخنوع والقبول لهذه المؤامرة وعدم رفضها ومقاومتها في وقت مبكر إختصار للثمن الفادح من السنين والدماء والدمار والخراب وضياع كثير من قيم الجنوب ومكتسباته التي تراكمت عبر التاريخ .

 

موقع "شبوه برس" سبق أن فصل في هذه المسئلة ويذّكر مجددا بأن القادمون من لواء تعز كما كان يعرف في القرن العشرين كان التوافد إلى عدن بعد الحرب العالية الثانية ومن منطقة الحجرية تحديدا إلى عدن بحثا عن العمل ولقمة العيش كعمال بناء (كوليه) وحمالين في الميناء ومخازن كبار التجار الموردين وفي المطاعم والمخابز حتى تسلمت الجبهة القومية الحكم بل كانوا يفترشون أسرة من الخشب والحبال تؤجر لهم في الشوارع وفي مقاهي عدن .

كان بعض عملاء بريطانيا من الجبالية من صغار السن "الأذكياء" ممن عملوا بويات (نادلي خمور) في نوادي الضباط الإنجليز احتلوا مواقع قيادية عليا في صفوف الجبهة القومية وقاموا بعد الاستقلال بتوجيه السياسات العامة للنظام الماركسي مستغلين غباء وعدم نضج زملائهم الجنوبيين في الجبهة القومية وقاموا بصياغة قوانين التأميم للرسمأل الجنوبي من الشركات والبنوك والمصانع والورش وقاموا مصادرة العمائر السكنية ومنازل المواطنين الجنوبيين والمطاعم والمقاهي وتم الإيعاز لأبناء جلدتهم ببيع ممتلكاتهم في عدن والرحيل إلى الحديدة وتعز قبل صدور قوانين المصادرة .

 

كما تم تسكين أبناء جلدتهم الجبالية في أملاك الجنوبيين وأسكنوهم فيها وتسهيل قدوم أعداد أضافية من قرى ومناطق تعز تحت مسمى ثوار المناطق الوسطى ضد حكم صنعاء وفتح المجال أمامهم واسعا للدراسة الجامعية والإنخراط في صفوف الجيش والأمن الجنوبي وخاصة "جهاز أمن الثورة وعدل لاحقا إلى أمن الدولة" وتم لهم اجتياح الوظائف الحكومية بكل مستويات مما مكنهم لاحقا من التحكم والفصل في كثير من الأحداث الدموية والمعارك السياسية والعسكرية في صفوف "الجبهة القومية" ثم الحزب الاشتراكي اليمني على حساب أبناء الجنوب وتقرير مصيره بالزج به في الوحدة اليمنية عبر أغبياء الجنوب زملائهم في الإشتراكي .

*ـ المحرر السياسي لـ شبوه برس