يمننة الجنوب العربي خطأ استراتيجي لا يغتفر .. وجريمة من جرائم العصر.

2019-10-15 05:01
يمننة الجنوب العربي خطأ استراتيجي لا يغتفر .. وجريمة من جرائم العصر.
شبوه برس - خـاص - عدن

 

تعتبر كل مصيبة لحقت بالجنوب العربي والجنوبيين منذ 30 نوفمبر l1967 يوم خروج بريطانيا من عدن وحتى اليوم ومن لحظة إعلان أغبياء وحمقى الجبهة القومية إطلاق مسمى جنوب اليمن على بلاد وانسان الجنوب العربي وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كل تلك النكبات والمصائب والجرائم بما فيها قتل عشرات الالاف من الجنوبيين في الصراعات الحزبية والحروب مع اليمن وتهجير وإفقار ملايين الجنوبيين من سوءات قادة الجبهة القومية ووريثها "الحزب الاشتراكي اليمني" وستبقى لعنة تلاحق قياداتها وتدينهم تأريخهم الإجرامي الأسود .  

 

الكاتب السياسي "سالم صالح بن هارون" عدد الماسي والنكبات في الموضوع التالي الذي كتبه خصيصا لـ "شبوه برس" وجـاء نصه :

لم تكن يمننة الجنوب هدفا حديثا لليمنيين ، بل إنه هدفا رسم منذ قرون ، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ إلا بإعلان الجبهة القومية الثورة في 14 أكتوبر 63 لتحرير الجنوب اليمني المحتل ، حتى تم إعلان هذا التنفيذ باستقلال الجنوب ، وتسميت الجنوب بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وهذا هو الخطأ الاستراتيجي الأساسي الذي بنيت علية كل الأخطاء التي تلته ، والتي تتمثل في ما يلي :

1 ) إشراك مواطني الجمهورية العربية اليمنية في السلطة منذ اليوم الأول للاستقلال ، بل وتبوأهم المناصب القيادية الهامة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، كالامانة العامة لتنظيم السياسي الجبهة القومية ووزارة أمن الدولة ووزارة الخارجية ووزارة المالية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام والممثلية الدائمة للأمم المتحدة ، وغيرها .

2 ) قيام الحزب الاشتراكي اليمني  في 13 أكتوبر 1978 ، والذي بقيامه تمت الوحدة اليمنية دون إعلان ذالك

3 ) إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 90 ، والذي باعلانها إكتمل مشروع يمننة الجنوب ، إلا أن تحقيق الوحدة كان مصدر تفويق الجنوبيين ، وفتح عيونهم على  مدى فذاحة هذه الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبوها بحق الجنوب أرضا وانسانا .

4) واليوم يرتكب خطاء استراتيجي آخر ، وهو ما يقوم به إخواننا الجنوبيون المناهضون لفك ارتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية ، والذي للأسف لم يستفيدوا من الأخطاء الاستراتيجية السابقة للجنوبيين .

 

ومن خلال قراءاتنا لكل هذه المعطيات ، نلاحظ أن تلك الأخطاء ، هي السبب في كل ما يعانيه شعبنا الجنوبي اليوم ، من مآسي وكوارث وحروب ، وفقر ومرض وجهل وتخلف ، وظلم وعبودية وفساد وإرهاب .

وفي تقديري إنه لا يوجد حل للخروج من ما يعانيه الجنوب ، عدى حل فك ارتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية .

 

وفي الأخير لا يسعني ، إلا أن أعلن اعجابي وتقديري ، بالرؤية الاستراتيجية الثاقبة والثابتة ، لحزب رابطة أبناء الجنوب العربي  ( راجع ) وقيادته ، منذ نشوئه حتى اليوم ، والذي كلل بتصريح رئيس الحزب ، السيد عبد الرحمن بن علي بن محمد الجفري ، اثنا حوار جدة  (إن المساومة تكون في القضاياء السياسية أما القضايا الوطنية المصيرية لا مساومة فيها وقضية فك ارتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية قضية وطنية مصيرية لا مساومة فيها) .