لماذا نخدع أنفسنا ؟

2019-10-21 13:05

 

إذا كنا قد عقدنا العزم على حل قضايانا بعد هذه السنوات الطويلة من الحروب والفساد  والإرهاب والجهل والتخلف والفقر والمرض ، فليس أمامنا إلا أن نكون صريحين مع أنفسنا ونتجنب خداع النفس فى التعامل مع قضايانا ومشاكلنا المزمنة ، وسوف أتناول اليوم القضايا التي تمثل هذا الخداع مع أنفسنا .

 

القضية الأولى : قضية الجنوب

بالرغم من وضوح هذه القضية للعيان وسهولة حلها وفقا لطرق حل القضايا والمشاكل وفقا لمنهج الشعوب المتحضرة والراقية والمتقدمة في الحل إلا أنا نجد أنها استغرقت أكثر من ربع قرن لم تحل في حين أن حلها العادل معروف والذي يكمن في مايلي :

 

إجراء استفتاء حر ونزيه ديمقراطي والالتزام بنتائج هذا الاستفتاء وإن يكون الاستفتاء للجنوبيين ما قبل 22 مايو 90 ولكل من أنجبوه ووصل السن القانونية للمشاركة في الاستفتاء ويكون هذا الاستفتاء على البقاء ضمن إطار الجمهورية اليمنية أو الخروج منها .

 

القضية الثانية : الصراع على السلطة

وهذه أيضا قضية واضحة وتدخل تحت اطارها قضية الحوثيين وحلها العادل معروف والذي يتمثل فيما يلي :

 

انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة تؤسس لمبدأ التداول السلمي للسلطة وتنتج دولة النظام والقانون والحريه والعداله والمساواة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والاعتقاد والانتماء والتداول السلمي لسلطة والسلم والأمن والاستقرار والتقدم والرقي .

 

القضية الثالثة : قضية الفساد

وهذه قضية معروفة أيضا وأنها ليست مرضا نعاني منه بل هي سياسة رسمية لدولة وضعها عفاش ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا وحل هذه القضية يكمن فيما يلي :

اتخاذ القرار بالغاء أن يكون الفساد سياسة رسمية لدولة

إنجاز إنتاج دولة النظام والقانون وتفعيل أجهزة العدالة المتمثلة في أجهزة البحث السياسي والجنائي والنيابة العامة والمحاكم .

وضع سياسة أجور تكفل حد طبيعي واعتيادي يكفي التكاليف الأساسية للأسرة .

 

النقطة الرابعة : الإرهاب

وهذه أيضا قضية معروفة ولكن الواقع مؤلم ، فالتيارات الدينية المتشددة متغلغلة فى كل مفاصل الدولة والمجتمع منذ التسعينات، وعلى الرغم من الدعوات المتكررة من من الأدباء والكتاب والمثقفين والنخب السياسية بضرورة إصلاح الخطاب الدينى فإن شيئا ملحوظا على أرض الواقع لم يظهر وحل هذه القضية معروف أيضا ويكمن في ما يلي :

 

أولا : إلغاء ما يسمى بالتعليم الدينى فى المدارس الخاصة  وقصره فقط على جامعة حكومية رسمية لمن يريد بعد اجتيازه التعليم المدنى قبل الجامعى، وتفرغ هذه الجامعة للعلوم الدينية مع نقل تبعية الكليات المدنية إلى المجلس الأعلى للجامعات لكى نضمن بذلك تخريج رجل دين ذى عقلية منفتحة على العالم وفى نفس الوقت متسلح بالثقافة الدينية الكافية .

 

ثانيا : وقف إنشاء معاهد دينية جديدة مع عمل دراسة علمية لمعرفة الاحتياج الحقيقى لخريجى هذه المعاهد فى الداخل والخارج .

 

ثالثا : إعادة تأهيل كل القائمين على شؤون الدعوة الإسلامية لكى يكون صورة مشرفة للدين الإسلامى السمح .

 

رابعا : وضع التشريعات التي تمنع انتشار هذه الظاهرة كما تعمل على تجفيف منابعها واستئصال أسبابها .

 

خامسا : تفعيل أجهزة العدالة المتمثلة في أجهزة البحث السياسي والجنائي والنيابة العامة والمحاكم .

 

سادسا : وضع سياسة اقتصادية عادلة بحيث أن يتناسب الدخل مع الصرف الأسري العام .

 

خلاصة الأمر.. علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ، وأن نتوقف عن خداع النفس ، وان نحل قضايانا وفقا لمنهج الامم الراقية والمتحضرة للحل ، لنستطيع ان نلحق بركب الحضارة والتقدم