المهمشون في الأرض

2019-10-26 16:11

 

قد يظن البعض من خلال العنوان  اني أقصد فقط أولئك العاملون المختصون بالنظافة ، لا لم يكونوا المقصودون وحدهم ، فقد اتسع حجم المهمشون ليشمل كل الطبقات المنتجة ومعظم الحضر في المدن والقرى وكل المثقفين والنخب السياسية المتحضرة ، كل هؤلاء أتت الوحدة لتضيفهم إلى فئة المهمشون المختصون بأعمال النظافة .

 

وسلم الأمر إلى العسكر وشيوخ القبائل والبيوت الرأسمالية المتحالفة مع القبيلة ، مكونين تحالف ( البروعسكبلي ) ، وهذا التحالف شكل شبكات عنقودية تتبعه من الفاسدين والبلاطجة والافاقين وكل الاوباش الخارجون عن القانون ، وجعل من الفساد سياسة رسمية لدولة كجزرة ، كما جعل من الإرهاب عصاء لاخضاع هؤلاء المهمشين واخضاع كل من يعاديه من قوى الحداثة المتواجدة على الساحة .

 

هذا الاتساع في رقعة المهمشين كان أحد الأسباب الرئيسية لظهور الربيع العربي في العديد من الدول العربية بما فيها اليمن ، وقد جير في بعض الدول العربية إلى تحطيم البنية التحتية فيها ، بفعل تأثير خارجي وواقع داخلي كالعراق وسورياء وليبيا والصومال واليمن ، ولا تزال تونس والسودان ومصر والجزائر ولبنان في الاتجاه الصحيح حتى الآن ، وذالك بفضل وجود معارضة مهمشة واعية لم تستطيع الأنظمة إخراجها من خيار النضال السلمي إلى مربع العنف .

 

إن هؤلاء المهمشون هم الأمل في  اخراجنا من التيه الذي وضعنا فيه تحالف ( البروعسكبلي ) ، وهم الأمل في إعادة كل مكون من مكونات  هذا التحالف إلى وضعه الطبيعي ودوره الطبيعي في عملية تنامي وتطور المجتمع ، فالبرجوازية يجب أن تتحول من طبقة رأسمالية طفيلية إلى طبقة رأسمالية إنتاجية كالبرجوازية في العالم الحر والمتقدم والراقي ، والعسكر أيضا يجب أن يعودوا إلى مهمتهم الحقيقيه وهي الدفاع عن الوطن وليس حكم الوطن ، كما يجب إعادة القبيلة إلى وضعها الطبيعي كمؤسسة اجتماعية وليس مؤسسة سياسية للحكم .