الولاءات السياسية والاجتماعية والايدولوجية تشكل أهم العوائق أمام فاعلية الإعلام الجنوبي

2020-01-20 04:26
الولاءات السياسية والاجتماعية والايدولوجية تشكل أهم العوائق أمام فاعلية الإعلام الجنوبي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

مرت العديد من السنين وأنا أراقب ما تنقله وسائل الإعلام المرئية المسموعة والمرئية المكتوبة في الجنوب العربي ، سواء عبر القنوات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووجدت أنها مرتبطة بانتماءاتنا السياسية والاجتماعية والأيدلوجية والعقائدية ، ولم يتغير هذا النمط من السلوك على القنوات أو وسائل التواصل ، في حين ان الجنوب العربي يواجه تهديدات حقيقية من قبل الاحتلال لطمس الهوية والقضية الجنوبية ، في الوقت الذي أبناء الجنوب العربي لهم هدف واحد مشترك وهو إزالة هذا الاحتلال الاستيطاني اليمني المتخلف من على أراضي الجنوب العربي المتمثلة في حدود ما قبل 22 مايو 90 .

وقال الكاتب "سالم صالح بن هارون: في موضوع تلقاه محرر "شبوه برس" أن مما لا شك ان هناك قلة من الإعلاميين الجنوبيين الذين اثبتوا رشدهم في انتاجهم الإعلامي في التشخيص والتحليل والمعالجة والإرشاد السياسي والاجتماعي  والاقتصادي والفكري ، ولكن يبقى الكثير ممن لا تزال انتماءاتهم السياسية والاجتماعية  والايدولوجية والعقائدية تمنعهم من العمل الإعلامي الهادف لخدمة الهدف المشترك لشعب الجنوب العربي ، والمطلوب هو إخراج إعلامي جنوبي يفضح هذا الواقع المرير الذي يعيشه شعب الجنوب العربي تحت نير هذا الاحتلال الاستيطاني اليمني المتخلف ، بالإضافة الى المعالجة بوعي من خلال اصحاب الاختصاص كل القضايا السياسية  والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من القضايا التي هي تمثل رأي عام في الشارع الجنوبي ، التي أصبح بعضها يتفاقم وتستفحل يوما بعد يوم وتهدد السلم الاهلي الاجتماعي لمجتمعنا لغياب المرجعيات التشريعية في الجنوب .

وإذا بقيت تلك الحالة الإعلامية على ما هي عليه في مجتمعنا الجنوبي ستؤدي الى إفساح المجال لكل المكونات السياسية والاجتماعية بمختلف مسمياتها سواء على القنوات أو على وسائل التواصل الاجتماعي ، في التدخل بكل القضايا والحلول لتفرز سمومها والتي تغذيها اطراف محلية وإقليمية ودولية  لتحاصر عقولنا من خلال قنوات ووسائل وفئات موجهة ، وحصر تفكيرنا وعواطفنا في زاوية واحده هي زاوية الإشاعات المغرضة والتحريض الذي أصبح نهج ثقافي لدى شريحة مجتمعية واسعة ، لنظل في غيبوبه جماعية تسكرنا وتبعدنا عن هدفنا الوحيد المشترك والذي هو إزالة هذا الاحتلال الاستيطاني اليمني المتخلف ، ولكن نقول ان شعبنا  الجنوبي الصامد وقياداته الحكيمة المخلصة وأجياله الشابة التي تفوقت على مخاوفها وعالجت عجزها بنشاطات خيرة ، وأصبحت تساهم وتساند في حل الكثير من الالغاز والصعوبات والأزمات في قضايا الشأن الداخلي الجنوبي وخاصة الانقسامات المشؤومة وغيرها من القضايا التي يراهن عليها الاحتلال من أجل طمس الهوية والقضية الجنوبية ، الامر الذي يحتاج في هذه الايام الى نخبة إعلامية مدركة لدورها الوطني السياسي نخبة تقدم مصلحة الوطن والجماهير على مصالحها الخاصة ، بعيدا عن الولاءات الحزبية والفئوية والعقائدية والجغرافية والإقليمية والدولية ، وتكون منسجمة مع تطلعات شعب الجنوب العربي في تحقيق الهدف المشترك الوحيد والذي هو إزالة هذا الاحتلال الاستيطاني اليمني المتخلف ، وتكون على مستوى من النضج الإعلامي الذي من خلاله تستطيع أن تخدم  القضية الجنوبية وتكون على حذر في مواقفها وتصريحاتها التي تخص العلاقة بالمحيط الإقليمي والدولي ، بحيث إن  لاتسيء الى القضية الجنوبية وان تعمل على أن تتم عملية مقاربة حقيقية بين أجزاء الجنوب ومكوناته السياسية والاجتماعية ، لمواجهة هذا الاحتلال الاستيطاني اليمني المتخلف والمتغيرات الإقليمية والدولية ورسم خط سياسي واضح لمواجهة أي خط يتم رسمه لا يلبي حقوق شعب الجنوب العربي في الحرية والاستقلال وإستعادة الدولة على حدود ما قبل 22 مايو 90 .