عندها تأكدت إن عدن تحولت إلى قرية

2020-02-03 03:07

 

كنا قبل نكبة 22 مايو 90 ، نعيش في الجنوب العربي في مجتمع شبه مدني ، لا أحد يسألك حتى أنت إبن من ، ما بالك في السؤال عن القبيلة أو المنطقة ، وكانت عدن مدينة علمانية عالمية ، تتواجد فيها كل الأعراق ، وكل الديانات ، والمذاهب الفلسفية ، الفكرية والدينية والسياسية ، بما فيها الإلحاد ، وتتعايش بسلام ووئام ، حتى نكبة 22 مايو 90 ، وبعد نكبة 22 مايو 90 ، رأيت كلا عاد لنبش جذوره القبلية ، مما حدى حتى ببعض الفئات التي ليست لها جذور قبلية ، إن تعمل جاهدة على الصاق نسبها إلى جذور قبلية ، لا تربطها بها أي روابط ، الا روابط كرابط طفل زانية بني إسرائيل بجريج الراهب ، التي ادعت أن جريج قد زنا بها فبراه الله بأن أنطق الطفل إنه إبن الراعي وليس إبن جريج .

ولكن ما أصابني بالصدمة إن أحد أحفاد أحد أشقائي يسألني على الماسنجر قائلا : ممكن إن أسألك سؤال ياجد فقلت : تفضل يابني بكل سرور فقال : نحن ننتمي إلى أي قبيلة من قبائل العوالق من أجل أجيب على الناس عندما يسألوني عن أصلي !!! فأجبته ساخرا ، نحن لا نزال في الحلقة الوسطى بين القرد والإنسان ، التي لا تزال ضائعة ، كان يبحث عنها تشارلز داروين في نظرية أصل الأنواع ، هذا الحفيد طول عمره متربي في عدن ، وبالكاد يعرف قريتنا المصينعة ، لكن من سؤاله تأكدت فعلا ، إن عفاش قد أوفى بوعده ، عندما أوعد بتحويل عدن إلى قرية .