مع كل رمضان أحرص وأخي محمد بافضل على زيارة شخصيات وأعلام في مختلف المجالات بوادي حضرموت، حيث تمنحنا تلك الزيارات إلهام وبهجة نحن في أمسّ الحاجة إليها وسط كل هذا الصخب الذي يعيشه العالم.. ثم إنها فرصة ثمينة للحديث والإستفادة من كل هذه التجارب الشخصيّة الرائعة..
ليست بيوت شبام حضرموت وحدها من تناطح السحاب، بل هناك أعلام وأقلام تجلّت وأرتفعت من أرض "الصفراء" توازي في ثباتها وشموخها بيوتها الطينية الشهيرة.
هذه الليلة كنّا في ضيافة الأستاذ الصحفي الكبير السيد "علوي بن سميط" ذائع الصيت وصاحب القلم الشجاع.
أستقبلنا وابنه عبدالله في بيتهم العتيق بوسط شبام التأريخية، وغمرونا بكرمهم وحفاوة استقبالهم.
عدنا بذكريات أستاذنا علوي إلى طفولته في سبعينيات القرن الماضي.. وكيف ظهرت موهبته الإعلامية منذ نعومة أظفاره.. فقد كان في طليعة الطلاب الذي يصدرون المجلات الحائطية في مدرستهم.. و يختارون مواضيعها الثقافية المنوّعة.
ثم كيف كبر شغفه بالإعلام والصحافة حتى أصبح واحد من أهم الأقلام الصحفية في البلاد، وصفحات صحيفة الأيام تشهد بذلك.. ومقالاته وقصصه الصحفية التي أثارت جدلا في السفارات وجلسات مجلس النواب، والتي سجن على إثر بعضها بكل شجاعة وثبات.
قال الأستاذ علوي بأن الصحفي يجب أن يكون مثقّف ومطلع، يجيب أن يتحلّى بالأمانة ودقّة المعلومة، كما عليه أن يختار مصادره بعناية وثقة.. ويحافظ على سريتها وحمايتها.
عليه أن يكون صوت الناس وضميرهم.. مهما كلفه ذلك، وكم تعرض الأستاذ علوي للمواقف الصعبة مع شخصيات بارزة ومسؤلين وعسكريين.. لكنه حظي باحترامهم جميعا.
يتميز الأستاذ علوي ببساطته وتواضعه، فنادرا ما يتحدث عن قصصه وبطولاته الصحفية، بل ينظر إليها بأنها عمل طبيعي وأمانة يؤديها بكل شغف ومحبّة.
ما أسعدني بهذه الزيارة..
#زيارات_رمضانية
*- من صفحة : أيمن باحميد