إيران ودول الخليج العربي.

2021-04-14 16:54

 

طبعا اذا هناك لقاء بين إيران ودول الخليج العربي حتى لو كان - إفتراضي-  فالافضل ان يكون عنوان الملتقى  -مؤتمر إيران والخليج -

 

 هذه مقدمة غريبة!  ولكن كما يعرف الجميع فان كلمة ( الخليج العربي ) ليست مقبولة في إيران ولا يتسع المجال لشرحها .

 

ما انا بصدده هو التصريح الذي ادلى به وزير الخارجية الايرانية الدكتور محمد جواد ظريف . فلقد صرح بما معناه   ان هناك اهمية في التفكير  بملتقى بين ايران والدول الخليجية، هذا  اذا اردنا  ان حل خلافاتنا .

 

كلام معقول ومن شخص عاقل وحكيم . على ان الجميع يتحاورون مع ايران ، بل ان بعضهم يعين مندوبا الى إيران ، الا العرب فهم لا يحبون المصالحات التمهيدية فاما حب او كراهية !

 

 لدينا نحن العرب ميل للحروب وللخصومات من - حرب البسوس -الى حرب  -داحس  والغبراء- . الاولى بسبب ناقة والثانية بسبب خيول سباق .  الأسباب تكفي للدوخة وليس للدهشة!

ونحن نخاصم ونجور واذا سامحنا فأننا لا نغفر .

 

تراثنا الادبي والشعري يشهد على ان الحروب كانت تندلع فنسبي النساء والاطفال وهي حروب متوحشة وعدمية .ولا نتصالح - والسيف اصدق إنباء من الكتب ِ-

 

 أقرأوا عن الحروب العربية فبعضها إمتدت لنصف قرن بل تزيد ومنها حرب العرب البائسة مع (العدو ) الإسرائيلي . فلقد طالت الخصومات وضاعت الأرض . ونسينا سبب الخصومات ورئيس فلسطين في زيارات دائمة لاسرائيل بل وقادة فلسطين يتعالجون في مستشفيات العدو الإسرائيلي  .

 

تابعت اليوم خبر المحادثة الهاتفية التي دارت بين أمير قطر ورئيس ايران حسن روحاني . مثل هذه المهاتفات تبرد الاجواء وتنعش الأمال بالسلام .

ولكنها تسخن الاجواء عند بعض العرب .

 

وعلى وصف صديقي التونسي فقد كنت في حديث معه فوصف العرب ( بالأمة المنبتة) والمُنْبّتْ لا ارضاً قطع ولا ظهراً ابقى) وهو حديث شريف .

 

وعن ايران فهي لن تتغير فالعقيدة مثل الوشم في البدن لا تمحى ولا تبهت . لهذا علينا ان نتعامل مع ايران بانه حالة صعبة تحتاج توافقات صعبة .

 

العقيدة تثبت في الوعي،  تذكروا العقيدة الشيوعية فلقد فتكت بوعي شعوب وفتكت في الاتحاد السوفيتي باكثر من ٦ مليون مواطن منهم كبار الكتاب والعلماء والصحفيين . وعادت الى قيصريتها ونسرها روسيا ولكن بعد خراب مالطة !

 

والذين يعتقدون ان ايران ستتغير بهذا الحصار، فهي تقوى عبر هذه الحصارات ومعها يقف الشعب لان الحصار يمس كرامته .

 

اليوم الصين الشيوعية تتعامل مع ايران الشيعية . والمصالح تعبد الطرق للمصالحات . لذا يجوز لي ان اقول - تمصلحوا  تتصالحوا -

 

ايران تناشد بالحوار وقولوا عنها خصم او عدو او متربصة ، فهي جار وحسن الجوار الصبر على اذى الجار.

وتأكدوا انه بعد الاتفاقية التاريخية بين ايران والصين والتي بلغت ٤٦٠ مليار دولار فان ايران لم تعد محاصرة . 

وعلى العرب التجاوب مع اي دعوة للتشاور والتحاور، فلا تغلقوا ابواب الحوار فمنها يتسلل النور الى عيوننا التي اعماها الظلام .

 

فاروق المفلحي