المحاصصة وصفة الفشل...

2021-04-20 18:53

 

قبل أيام تحدث الرئيس التونسي - الدكتور قيس سعيد -والخطيب المفوّه وأستاذ القانون الدستوري والذي حاز على اصوات الشباب بنسبة ٧٠٪؜ عند فوزة في الانتخابات الرئاسية التونسية ، تحدث وتطرق في حديثه وقال   "ان معيار المنصب الوزاري هو الكفاءة وليس المحاصصة "  .

 

وقد نوه في اكثر من تصريح  بما معناه ، ان الوظيفة السياسية  امانة عظيمة ترقى بها الشعوب او تنهار ، وان العمل السياسي يرقى في مفهومه عن التقاسمات والتراضيات وحصص الاحزاب .

 

على ان الرئيس  - قيس- يجد نفسه في مع احزاب تونس ( كصالح  بين قومه ) لان الاصرار على المحاصصة في نظره تشكل المشكلة وهناك قول وهو  - اننا نتوقع من السياسيين حل مشاكلنا مع انهم في الواقع سبب مشاكلنا -

والحقيقة فمنذ ان تابعت  سيرة الرئيس التونسي - قيس - وخطاباته وكيف يعيش وعن سكنه المتواضع فقد احسست ان من حسن حظ الشعب التونسي ان دفع بفوز هذه الشخصية العالية النزاهة والتعليم .ولكن هناك مثقالات تقيد مسيرته او انطلاقته .

 

على ان المحاصصات هي ( اختراع سياسي عقيم ) وقد يصلح لدول لديها تاريخ عدالة وشفافية وقضاء ، بحيث تحاسب الوزير عن كيفية استخدامه لسيارة الوزارة وعن لترات الوقود الذي بددها في مشاوير تسوق .

 

وعن المحاصصة فهذه الوصفة اللعينة!   قد اثبتت فشلها الذريع بل المخيف ، والامثلة لا حصر لها ولكن - لبنان - ضرب المثل المخيف في تمسكه بالمحاصصة المقيتة حتى سقطت لبنان من طوله  .

 

 لسنوات عجاف والحكومات اللبنانية المتعاقبة تتداولها وجووه متكررة ،  بعضها منذ ان عرفنا لبنان من رئيس البرلمان الى رؤوساء احزاب . رغم ان رؤوساء الاحزاب في بريطانيا لا نتذكرهم لكثرتهم تداولهم هذا المنصب الخطير .

 

وعن المحاصصات فلو ان احد المستشفيات الحكومية قرر ان يعمل  بالمحاصصة  في توظيف الاطباء والاستشارين حسب المتبرعين وملاك المستشفى  

فكيف سيكون حال المستشفى والمرضى ! وعليهم ان يشتروا - قرافة - لدفن ضحاياهم وكوارث عملياتهم  الجراحية المخيفة .

اي عمل يقوم به فريق غير متناغم وغير مؤهل  فهذا يعني التخبط بل التربص  وبالتالي الفشل .

 

على ان رئيس الوزراء في حكومة المحاصصة يبدد وقته الثمين في حل خلافات  اعضاء الحكومة ونزقهم ومحاولة التوفيق  بينهم وهذا على حساب العمل والانتاج  وتسيير شأن الأمة .

 

تصوروا لو عينت حكومة خارج المحاصصة،  والتعيين يتم فقط بالتخصص والموهبة ، واركز على الموهبة لان الموهبة تأتي قبل التخصص ، فكيف سيكون حال لبنان خلال سنوات .

 

ومن نافلة القول ان الساسة في لبنان قد ادمنوا المحاصصات وعطلوا مشاريع البناء والتنمية بسببها، فهم اليوم يمثلون حجر عثرة امام نهوض لبنان من كبواته بل فواجعه  .

 

على انني اعجب في وضع الوزراء الذي يتقلبون في نعمة الوزارات في لبنان ، فبيوتهم قصور فارهة مزينة باجود انواع اللوحات والفرش والاثاث والاثار التاريخية .

الفينيقية . وحينما تسوقك الصدفة لزيارة بيت وزير لبناني تتخيل نفسك في ( إيوان كسرى )

 

بينما شقة رئيس الوزراء البريطاني - ابو سيكل - وهذا ما اطلقته عليه من لقب لحبه التنقل بالدراجة الهوائية -فأبو سيكل  -بوريس جونسون- فشقته في اسواء حال  وتحتاج الى صيانة ليستقبل فيها كبار ضيوفه 

 

وعن شقة رئيس الوزراء فقد طلب دعم ترميم  من الحكومة لترميم شقته  فرفض طلبه . امام هذا الموقف الرافض طلب رئيس الوزراء من المتخصصين في الحكومة ان يطلب منهم السماح له لعمل حملة تبرعات ! وطلب تبرع من الاصدقاء والمعاريف فحصل على مبلغ يكفي الترميم واعاد ما زاد الى الجمعيات الخيرية .

 

تصوروا رئيس بريطانيا العظمى يطلب تبرعات من اصحابه لترميم شقته المتواضعة،  بينما تحت يده كل اموال بريطانيا ! ولكن هذه بريطانيا فهي شديدة في الحق حتى على الملكة اليزابيث فهي أحيانا طلب زيادة راتبها ويرفض طلبها  .

 

يقولون ان الاطفال في لبنان يحفظون اسماء الوزراء بل يستطيعون ان يخمنوا الوزارات التي سوف يتسلمونها ، ذلك الحس السياسي هو تراكم خبرة مشاهدة الاطفال يوميا على الشاشات الملونة  لوجووه سحرة فرعرون .

 

المحاصصة وقعنا فيها في حكومة المناصفة في عدن . فنصفها ضد نصفها ! ويطلبون من الحكومة الشرعية ان تستنهض الهمم وتحل مشاكل الوطن وهي بهذا تعاني من هذا الشلل النصفي . او الفالج . والعرب تقول  بعد -الفالج  فلا تعالج -

 

فاروق المفلحي