جمعية الحق رائدة النهضة بحضرموت في كتاب توثيقي جديد

2013-06-28 07:10
جمعية الحق رائدة النهضة بحضرموت في كتاب توثيقي جديد
شبوة برس/تريم/سعيد شكابة :-

نزل إلى الساحة الأدبية والثقافية والتاريخية الأسبوع الماضي كتاب((جمعية الحق رائدة النهضة بحضرموت)) للمؤلف الشاعر والأديب الأستاذ القدير/هشام كرامة الرباكي نائب رئيس أتحاد الأدباء والكتاب بوادي حضرموت  .

 

و تضمن الكتاب معلومات مهمة جداً عن تاريخ جمعية الحق وتأسيسها و الدور الذي لعبته في النهضة العلمية والفكرية والاجتماعية والسياسية في مدينة تريم في ظل الجمود الفكري والجهل والفوضى التي سادت في المجتمع الحضرمي بشكل عام من نهاية القرن الثاني عشـر حتى بدايات القرن الثالث عشـر الهجري .

 

وفي ظل المتغيرات الفكرية على الساحة العربية والرغبة في النهوض والتغيير للواقع الذي سببه الجهل والتخلف في نواحي الحياة المختلفة وبروز النخبة من الرواد الأوائل الذين حملوا لواء التنوير في مصر والشام والجزيرة العربية وفي بلاد المهجر الشرقي والغربي وكانت حضرموت جزءا من هذا الواقع , وكان الحضارم أيضاً يرغبون في التغيير لما كان لهم في بلاد المهجر من تأثير وتأثر , ونقل هذه الأفكار الإصلاحية إلى الوطن بغية التغيير , ومن هؤلاء السيد المفكر الغيور على مصالح حضرموت وأهلها "عبد الرحمن بن شيخ الكاف" وغيره من المفكرين الغيورين, الذين أسّسوا في تريم (جمعية الحق) , المشتملة على القانون العام , الذي يتكون من 27 مادة , بالإضافة إلى قوانين ولوائح ملحقة , وكلها سعت إلى تحقيق الأهداف العامة للجمعية, فكانت البذرة الأولى التي أثمرت بعد ذلك وكانت اللبنة في صرح التنوير والتجديد لمراحل لاحقة ، وهو وثيقة تاريخية هامة للباحثين مليئة بالكثير من المعلومات التاريخية الشاملة عن الجمعية والقائمين عليها إلى جانب الكثير من الفوائد والعبر والحقائق التاريخية الهامة .

 

((جمعية الحق رائدة النهضة بحضرموت)) كتاب توثيقي وتاريخي هام يكشف للقارئ عن محاولة مؤلفه توضيح الكثير من المعلومات التاريخية و الأعمال الإنسانية والوطنية للجمعية والقائمين عليها وما حققوه من إنجازات عملاقة وفقاً والأهداف العامة للجمعية  .

 

((جمعية الحق رائدة النهضة بحضرموت)) كتاب تاريخي يقع في 166 صفحة من الحجم المتوسط مقاس (20 × 14)سم ويتكون من خمسة أبواب أو فصول ، الفصل الأول: يتحدث فيه إجمالا عن الحالة الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية للعصور السابقة لعصر النهضة ، والثاني :- يتحدث عن الدوافع والأسباب التي أدت إلى تأسيس الجمعية, وتعرضت لبعض الآراء المتباينة وتحليلها ، والثالث: يتحدث فيه عن النظام الأساسي والقوانين واللوائح المتعلقة بالجمعية , مع ذكر تراجم بعض المؤسسين الأوائل ودورهم في الحياة الفكرية وأبرز أعمالهم ، والرابع:- يتحدث عن الدور الذي لعبته الجمعية في المجتمع على الصعيد الفكري والثقافي, وبالتحديد تأسيس مدرسة الحق كأول صرح تعليمي منتظم , مستعرضاً إدارتها ومدرسيها ونظامها الأساسي, وأبرز من تعلم فيها ممن كان لهم بصمات في التغيير, والعلاقة بينها وبين جمعية الأخوة والمعاونة ومدرستها, التي شكلت المستوى الأرقى في التعليم النظامي من حيث الإدارة والنظام والمادة التعليمية, مع تراجم من درّس فيها وكان له دور بارز في النهضة وذكر أهم أعمالهم ومؤلفاتهم, على سبيل المثال, العلامة محمّد بن أحمد الشّاطري مؤسس الجمعية، بالإضافة إلى الصور والوثائق التي تساعد في إبراز الصورة اللائقة لهذا الموضوع ، والخامس: يتحدث فيه عن  الدور الذي لعبته في حل كثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، بالإضافة إلى إنه يضم إلى جانب ذلك في جنباته الإهداء والتقديم الذي كتبه الدكتور/محمد أبوبكر باذيب والمقدمة والمراجع والمصادر والفهرس والخاتمة وغلاف من النوع الفاخر ملون وجميل وذو إخراج رائع ضم في واجهته اسم الكتاب والمؤلف وفي نهايته السيرة الذاتية للمؤلف وهو صادر عن دار حضرموت للدراسات والنشر بالمكلا بمحافظة حضرموت .

 

واعتمد المؤلف في إبراز هذا الصرح العلمي على مجموعة من المصادر والمراجع والوثائق المخطوطة والصحف والمجلات مع الإشارة إليها في ثبت المراجع نهاية الكتاب أو بين ثنايا الصفحات وهوامشها .

 

((جمعية الحق رائدة النهضة بحضرموت)) كتاب قيم جداً سوف يجعل القارئ يقف وقفة إكبار وإجلال لهذه الجمعية وما انبثق عنها من صروح علمية , وأدوار تاريخية نهضوية وسوف يقف طويلاً يحيّ الرواد المؤسسين الذين بذلوا المال والحال من أجل النهوض بالواقع في مختلف المجالات نحو آفاق أوسع وأشمل وطرقوا أبواب البحث العلمي والتفسير المنطقي للكثير من إشكاليات التاريخ الحضرمي .

 

((جمعية الحق رائدة النهضة بحضرموت)) كتاب تاريخي وتوثيقي هام جداً ووثيقة تاريخية تحمل في طياتها الكثير من المعلومات والاستدلالات للباحثين والمهتمين بمثل هذه الجوانب وسيكون رافدا جديدا للمكتبة الأدبية والثقافية الداخلية والخارجية ورافدا جديدا للباحثين والمهتمين والمعنيين وهو جدير بالاطلاع والقراءة .

 

الجدير ذكره أن إنجاز هذا الكتاب جاء بجهود طواعية من مؤلفه وعلى نفقته الخاصة ولم تتحمل أي جهة تقديم أي دعم لإنجاز هذا العمل التاريخي والتوثيقي الهام لا معنوياً ولا مادياً مع إنه إنجاز يستحق أن يقف الجميع إلى جوار صاحبه وخصوصاً الجهات المعنية وذات العلاقة وكذا كل الجهات والشخصيات المهتمة بمثل هذه الجوانب التاريخية والتوثيقية الهامة كما يستحق أن نقف وقفة احترام وتقدير وعظيم الامتنان لمن فكر فيه وأقدم علية وسعى لإنجازه وتأليفه وبذل جهوداً كبيره لتحقيق هذا العمل الجبار و تقديمه لنا على طبق من ذهب .