إستطلاع / عادل المدوري
لمحة تاريخية
أول مجمع يفتتح التعليم التمهيدي في يافع أولاد وبنات قبل أكثر من عقد ونصف، وأول مجمع ينجح نجاح منقطع النظير في تطبيق برنامج نهج القراءة المبكرة وبشهادة الوزارة، أول مجمع على مستوى المحافظة يدرس اللغة الإنجليزية من الصف الرابع إبتدائي ومن قبل أن تعلن وزارة التربية والتعليم بسنوات، أول مجمع في يافع يستخدم السبورات الفسفورية في العام ٢٠٠٦، أول مجمع في يافع يستخدم شاشة العرض في شرح الدروس قبل أكثر من عقد من الزمان.
أول مجمع تربوي على مستوى المحافظة يرصد دراجات الطلاب الكترونياً ويخرج النتائج النهائية، ومايزال العمل مستمر في تطوير البرامج لتنظيم وأرشفة ملفات الطلاب وتطوير العلاقة بين المدرسة والأسرة.
في السطور التالية قصة نجاح أبرز مجمع تربوي في محافظة لحج، تعالوا بنا نستكشف هذه القصة.
لمحة تاريخية
تأسس المجمع في عام ١٩٦٩ م أي بعد الإستقلال الوطني الجنوبي بعامين فقط، على يد المرحوم الأستاذ علي زيد الحريبي بمعية الأهالي، استمر التطور حتى اكتمل عدد الصفوف أواخر الثمانينات من القرن الماضي إلى ثلاثة عشر فصلا دراسيا وغرفة إدارة ملحقة شكلت صورتها الأخيرة حرف E باللغة الإنجليزية .
استمر التطور إلى عام ١٩٩٧م حيث كانة الانطلاقة الجديدة عندما تم افتتاح مدرسة خديجة بنت خويلد للتعليم الأساسي والثانوي بنات بتمويل من الأهالي وكانت أول مدرسة بنات تدار كاملاً بطاقم نسائي على مستوى يافع .
وعلى صعيد مدارس الأولاد تم بناء مدرسة جديدة صممت على ثلاثة دور وتتكون من قرابة أربعين غرفة و صف دراسي وتتضمن قاعات إجتماعات ومختبرات ومكتبة علمية وقاعة حاسوب وقاعة أنشطة وإدارة وقاعة كنترول للمجمع وغيرها من الملحقات المساعدة للعملية التربوية والتعليمية.
وفي نهايه التسعينات تم اعتماد إنشاء ثانوية ١٤ أكتوبر بنات وتعتبر أول ثانوية بنات محورية في يافع وتم افتتاحها في عام ٢٠٠٦م وتزايد التحاق البنات بالثانوية العامة بشكل ملفت للنظر حتى صارت الآن تنافس بل قد تفوق بعض ثانويات الاولاد على مستوى المحافظة بالكم والكيف.
إنطلاق المجمع نحو الريادة
يؤكد مدير عام يافع العقيد طيار عبدالفتاح الصلاحي أن التحول النوعي في مجمع النصر التربوي مرده الكفاءة لدى المعلمين والإدارة الذي أنعكس على شكل إرتقاء في التحصيل العلمي وكذلك تفعيل الأنشطة اللاصفية المختلفة.
وأشار في تصريح خاص عقب حضوره حفل تكريمي في المجمع إلى أن الكفاءات ألتقت مع الدعم الكبير الذي يقدمه الأهالي فكانت ثماره نموذج تربوي نفاخر به في يافع.
التحول النوعي في المجمع كان في العام الدراسي 2007 2008 حيث شكل أقامة أنشطة تربوية ومعرض مدرسي بمدرسة النصر بقاعة الفقيد الأستاذ علي زيد الحريبي وجمع فيه ابداعات الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات في المجمع نقطة تحول في إبراز نشاطات الطلاب والطالبات الفنية والإبداعية.
وكان لهذا المعرض النوعي صدى كبير حيث زارته شخصيات جنوبية بارزه بينها رئيس تحرير صحيفة الأيام الأستاذ هشام باشراحيل والكاتب نجيب يابلي ومحافظ لحج حينها محسن على النقيب وقيادات من مختلف أنحاء الجنوب.
ولعل الشيء الذي لا يصدق أن المجمع حكومي وليس أهلي خاص لكنه قائم على دعم الأهالي بنسبة 90% مع وجود مساعدة حكومية خجولة ومحدودة تتمثل في جانب توفير معلمين بنسبة أقل من 30% بحسب تأكيد نائب رئيس المجمع الأستاذ صالح يحيى دقش.
وقال دقش " نحن ننتظر من أهل الخير تغطية العجز المقدر بأكثر من ستين ألف ريال سعودي وكذا تشطيب الدور كاملاً وهذه دعوة لمحبي الخير بوضع بصماتهم في هذا المجال الحيوي والمتعدي النفع".
وأضاف " الميزانية التشغيلية للمجمع تعتبر كبيرة جداً فالنقص بالمعلمين والمعلمات يقارب الستين معلم ومعلمة علاوة على تغذية العزب المدرسية ومواصلات المعلمين والمعلمات المنتدبين من خارج المنطقة وغيرها من المصرفات الضرورية تفوق الثمانية ملايين ريال شهرياً وفق كشوفات رسمية تختم من قبل إدارتي المدرستين ومدير المجمع ورئيس مجلس الآباء والمحاسب".
مشيراً إلى أن كل هذه الأموال تجمع طوعيا عبر مجموعة الوفاء وهي جروب وتساب لمجمع النصر والتي أنشأها طلاب المجمع السابقين كلفتة منهم لرد الجميل ومقابلة الوفاء بالوفاء.
معرباً عن خالص شكره وتقديره لكل من ساهم وساند في إنشاء واستمرار وتطوير هذا الصرح التربوي الشامخ.
مدير مكتب التربية والتعليم بيافع الأستاذ علوي الصلاحي أشاد بجهود إدارة المجمع في تفعيل الأنشطة والإهتمام بمستويات التحصيل العلمي للطلاب وتوفير المناخات المناسبة للتعليم.
وقال " لدينا مختبرات كثيرة جداً في مدارس يافع لكنها لازالت في دهاليز الغرف وبالتالي نحن نشكر إدارة مجمع النصر التربوي على الجهود التي بذلوها مع الطلاب الاشاوس حيث أستخرجوا كل ماهو موجود وعرضوه وقدموا تجارب رائعة أعادونا إلى الزمن الجميل".
مشدداً على أهمية الجودة في التعليم شاكراً كل الأهالي الداعمين للعملية التربوية والفعاليات التعليمية في مجمع النصر التربوي وفي كل مدارس المديرية.
إنجازات وإحتياجات
◾ توالت الانجازات تباعاً في المجمع حيث تم تسويت ملعب رياضي لكرة القدم بين المدرستين وعلى الرغم من توفير الملعب بشق الأنفس نتيجة لموقع المدرسة وسط المجمعات التجارية وبجانب يافع مول وأسواق المحمل التجاري والمتر الواحد يباع بمبالغ مرتفعة إلا أن مساحة الملعب صغير وتتطلع إدارة المجمع إلى توفير ملعب مناسب لممارسة الرياضة بشكل مريح للطلاب.
◾ قامت إدارة المجمع وبدعم من الأهالي حفر وتجهيز خزان ضخم لحصد مياه الأمطار وسد حاجة المجمع من المياه وبناء حمامات خاصة لمدرسة الأولاد ومدارس البنات والمعلمين والمعلمات .
◾ تم البناء والتشييد وتشطيب الدور الثالث من مدرسة النصر والذي يحوي على قاعة كبرى للاجتماعات وقاعة مصممة للحاسوب وقاعة مكتبة عامة والمجمع بحاجة لممن تجود نفسه بالخير برفد المكتبة العلمية بالمراجع والكتب العلمية والثقافية والدينية والتاريخية حتى يستفيد منهن طلابنا وطالباتها وتخدم الباحثين في المنطقة.
◾استحداثت إدارة المجمع فريق توجيه من المعلمين القدامى من نفس المجمع لمتابعة وتحسين أداء المعلمين الحاليين داخل الشعبة الدراسية.
◾ افتتاح مختبرات علمية في الفيزياء الكيمياء والاحياء وعقدت عدة دورات تدريبية لمعلمي مواد العلوم وتدريب الطلاب كل ذلك توج هذا العمل بإفتتاح مميز للمعارض العلمية.
◾ أقامت دورات تدريبية لمعلمات نهج القراءة المبكرة والتعليم التمهيدي وكذلك دورة لتدريب المعلمات على مهارة الحاسوب.
◾ تخصيص فرق طلابية في المجالات التالية؛ فريق الإذاعة الصباحية والمسائية، فريق الكشافة في الفترتين الصباحية والمسائية، فريق المسابقات العلمية والثقافية والندوات العامة، الفرق الرياضية من كرة القدم وكرة الطائرة وتنس الطاولة، فرق الأنشطة، فريق الصيانة المدرسية لصيانة المجمع من قبل الطلاب، فريق الجانب الصحي والاسعافات الأولية .
◾ عدد الطلاب والطالبات تجاوز الالفين وعدد المعلمين والمعلمات قارب الثمانين إلا أن هناك إدارة واحدة تدير هذا الصرح مع الأخذ بخصوصية كل مدرسة في التعامل مع الجهات الرسمية إلا أن الخطط والبرامج والنشاطات والمتابعة والكنترول تدار من إدارة واحدة تحمل هم أبناءها وبناتها وتسير بهم بخطوات واثقة نحو المجد والعلياء.
◾ 85 % من المعلمات والمعلمين في المجمع وهم من طلاب و طالبات المجمع و بشهادات عليا و 15% فقط هم معلمين