للجهلة المتعصبين: هل يجوز الترحم على أحد من اهل الكتاب؟

فى صبيحة اليوم قتل الاحتلال الصهيونى المجاهدة الصحفية المسيحية "شيرين ابو عاقلة" وحين ترحمت عليها بصفحتى سألنى بعض المتابعين: وهل يجور الترحم على غير المسلمين فكانت تلك إجابتى

اولا: حين زعم جماعة من اليهود ومن النصارى ومن المسلمين ان الله لن يؤاخذهم على سوء اعمالهم انزل الله ردا على الثلاثة فقال {لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا ‌يُجۡزَ ‌بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٢٣ النساء}

فهذه الاية تخبر ان الله يساوى فى العقوبة بين كل الملل طالما ان العمل السيء واحد فمثلا القتل جريمة يعاقب عليها الكل بغض النظر عن انتماءاتهم

ثانيا: زعم كل من اليهود والنصارى والمسلمين ان الجنة حكر عليهم وحدهم وحرموها على الاخرين فانزل الله {وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١١١ بَلَىٰۚ ‌مَنۡ ‌أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١١٢ البقرة} وهنا يقرر الله عز وجل ان الجنة لا تتبع عرقا او طائفة وانما هى كائنة لكل من اسلم وجهه لله ــ وليس لاحد سواه سواء اكان ملكا او نبيا ــ "وهو محسن" والاحسان ضد الاساءة

ثالثا: لله قانون عام فى معاملة كل البشر {يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٦ فَمَن يَعۡمَلۡ ‌مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ٨ الناس}

رابعا: لم يضع الله اهل الكتاب فى كفة واحدة بل قال: { ﴿لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ١١٣ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١١٤ وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلَن يُكۡفَرُوهُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ ١١٥ ﴾ [آل عمران}

خامسا: ما الذى لا يقبله الله من اهل الكتاب فى العقيدة؟

= ادعاء ان الله هو المسيح او ان المسيح ابن بيلوجى لله او ان الله ثالث ثلاثة

بمعنى ان الله إله والمسيح إله ومريم إله

= لنا الظاهر والله يتولى السرائر، فقد يكون الرجل مؤمنا يكتم ايمانه مثل مؤمن آل فرعون او نجاشى الحبشة او ابو طالب عم النبى، وقد يكون ظاهر الايمان والاسلام وهو منافق والمنافق اشد جرما وعذابا من الكافر

س: ماهو مصير من زعموا ان المسيح قال لهم: أعبدوني فاني اله؟

ج: الجواب {ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم} راجع آخر سورة المائدة

وبناءا على ماسبق فيمكن ان تكون "شيرين ابو عاقلة" من الذين ذكرهم الله فى قوله {منهم المؤمنون} {ومايفعلوا من خير فلن يكفروه} {من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون} والحديث فى كل ذلك عن اناس ينتسبون الى اهل الكتاب، فنسأل الله لها الرحمة والمغفرة

*- من صفحة الشيخ طارق نصر.. الأزهر