ستهزم أمريكا وحلفائها في الحرب الغير مباشرة مع روسيا

لاشك إن العالم كله يدرك عدالة الحرب الروسية في أوكرانيا، لأنها حرب شنت لحماية الأمن القومي لروسيا الاتحادية، بعد إن تدخلت أمريكا وحلفائها الغربيين في أوكرانيا، في حين إن روسيا لم تعد خطرا على أمريكا وحلفائها الغربيين بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وحلف وارسو.

أي أن العالم كله يدرك إن أمريكا وحلفائها صاروا معتدين بشكل غير مباشر على روسيا، من خلال تدخلهم في أوكرانيا ومن خلال ضم بعضا من دول الإتحاد السوفيتي السابق وحلف وارسو إلى حلف الناتو، وكل ذلك عملوه من أجل تفكيك الإتحاد الروسي من الداخل، لأنهم لا يستطيعون عمل ذلك من خلال مواجهة مسلحة مع روسيا، لأن أمريكا وحلفائها يدركوا إن المواجهة المسلحة لن يكون فيها أي طرف منتصر، وكذلك الروس يدركون ذلك .

إذن الحرب في اوكرانيا لا يمكن إن تكون حرب مباشرة بين روسيا وأمريكا وحلفائها أبدا، ولكنها ستكون حرب استنزافية غير مباشرة لروسيا، من خلال تدخل أمريكا وحلفائها في تلك الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي، أو ضمن حلف وارسو، من أجل إسقاط نظام بوتين وبالتالي تفكيك الإتحاد الروسي من الداخل.

وفي تقديري أن الروس لن يكونوا وحيدون في مواجهة أمريكا وحلفائها، بل في اعتقادي أنهم يتلقون دعما ظاهريا وباطنيا من الصين والهند وإيران وكوريا الشمالية، وحتى من بعض دول أوروبا وآسيا التي تنهب خيراتها أمريكا وحلفائها، ولأن الصين والهند وإيران وكوريا الشمالية تعلم، بإن نهاية روسيا تعني نهايتها هي أيضا، في اعتقادي أنها لن تسمح بهزيمة روسيا .

من هذه المعطيات يظهر لنا جليا هزيمة أمريكا وحلفائها ، لعدم توافر الإمكانيات لتفكيك روسيا من الداخل وازلة نظام بوتين من حكمها ، مما يعني ذلك تفكك حلف الناتو وتفكك الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا ، على غرار ما حصل للإتحاد السوفيتي وحلف وارسو في تسعينيات القرن الماضي .

*- سالم صالح بن هارون ـ شبوة