لماذا توقفت الحرب في اليمن ؟

2023-01-19 11:10



وعن الحرب وتوقفها في اليمن ، فالحديث ذو شجون ولكن ما انا بصدده ان الحرب توقفت ، وبدأت المفاوضات ولسوف تستمر المفاوضات والمشاورات لإيجاد حل يضمن ترسيخ السلام المستدام . ومن نافلة القول ان الحرب استنفذت كل اسبابها ومطامحها واليوم فأن هم كل الاطراف هو الجنوح الى السلام بل سلام الشجعان .



وعن المملكة فقد ادركت ان هذه الحروب ليس لها من نهاية ، اذ ان هناك من يتمنى استمرارها ، وهنا تتراكم المرارات وتزداد المخاوف ، فحرب الصومال لا زالت وبعد كل هذه السنوات العجاف تتأجج نارها وتلقي بحممها بين حين وآخر .



وعن انصار الله فهم اليوم يعانون ، ولكن لديهم قدرة عجيبة على اخفاء هذه العناءآت والمرهقات ، ومن تلك العناءآت الاثمان الفادحة التي يدفعونها من الارواح والجراح ، وتشرد الناس في طول وعرض الوطن والمجاعات التي ضربت الاسر اليمنية وحولت معظم طبقات الشعب الى طالبي اغاثات . وأراهن انه لو قدر وفتحت دولة خليجية حدودها فسوف تفرغ كثير من ارياف ومدن اليمن من سكانها . فعند الحروب ينتهي شيء اسمه الوطن .



وعن شروط الانصار فهي ليست تعجيزية فالذي يحاول في ترتيب ظروف السلام ويخطط لهدنات مستدامة عليه ان يتنازل ، ومن هذه التنازلات فتح مطار صنعاء الدولي وكذلك الموانىء بل ودعم الاقتصاد الذي هوت به الحرب الى اسفل السافلين .



ومن متابعاتي فان الدول الاوروبية تتابع بقلق مشكلة خزان صافر للنفط الخام الذي يقال انه سيكون الكارثة البيئية الاشد على المنطقة بل والشرق الاوسط ، وهذا سلاح بيئي يهددون به انصار الله المنطقة ومن الاهمية سحب المخزون النفطي الذي يقدر بمئآت الالاف من الاطنان قبل ان تقع الواقعة . وعن خزان صافر فقد تم شراء الخزان الذي كان يعمل كناقلة نفط وعملت هذه الناقلة لما يزيد عن ٣٥ سنة علما انه تم تشييدها في ١٩٧٦ م وكانت ستحال هذه الناقلة الى خردة ، الا ان اليمن اشترتها ( فهي عاشقة خردة )وحولتها الى خزان نفطي .

يقدر ما تخزنه هذه الناقلة ب مليون ومأتي الف برميل ، واذا حدثت هناك تسريبات للنفط الخام ، وبهذا الحجم فان البحر الاحمر لن يشهد العافية لسنوات قادمة مع فناء الاحياء البحرية والشعاب المرجانية .



وعن سلطنة عمان فهي اليوم تعمل ما بوسعها لتقريب وجهات النظر وما زيارة

معالي السفير السعودي محمد سعيد آل جابر الى صنعاء الا تتويجا لهذه المشاورات التي تتولاها السلطنة بقيادتها الواعية وفي تقديري فان زيارة بهذا الحجم تشكل منعطفاً مهماً في تاريخ العلاقات بين الرياض وصنعاء .



على ان الخلاف الاشد والذي لا نستبينه هو فك الارتباط واعلان دولة الجنوب العربي ، والحقيقة فان هذا ليس مطلب دول التحالف ولا مطلب دول الخليج بل ان هذا استحقاق ، بعد ان انتهت وتقوضت الجمهورية اليمنية ، علما ان حرب ٩٤ قد دقت آخر المسامير في نعش الوحدة .



هل سوف تدعم الدول الكبرى في ترتيب هذا السلام ؟ والحقيقة فان قادة الدول الكبرى يدركون ويعلمون كل تفاصيل الخلافات ، وييستطيعون فرض الحلول اذا ازمعوا واخلصوا ، ولكن هذه الدول تؤجل

التسويات بهدف تحقيق بعض المصالح .

ولا مانع من ان يكون للدول بعض المصالح فهي لها حصتها في كل عرس ومأتم ، ولكن هناك امور لايمكن تركها على عواهنها فربما تسببت بضياع كل المصالح .



الشيء الذي يبعث على الامل في ترسيخ السلام في اليمن هو ان هناك حالة من التعب بل الارهاق اصابت كل الاطراف ولذلك يتوجب البحث عن مخرج لاخماد هذه الحرائق التي نسطلي بها . وكما يقولون كل نار تصبح رماد ، وكذلك كل حرب تنتهي بالسلام ، وهو الانتصار الاعظم وعداه هو قبض الريح وحصاد الهشيم .