اللقاء التشاوري الجنوبي المزمع اقامته يوم الخميس القادم الرابع من مايو، يؤسس لبناء الدولة الجنوبية القادمة بأدن الله على أسس متينة وسليمة، فالبدايات السليمة والصحيحة تفضي الى نتائج سليمة وصحيحة، وهذا أمر مفروغ منه، ويعد اللقاء التشاوري أستكمالا للحوار جنوبي_ الجنوبي الذي شمل كل الاصياف الجنوبية، فهو ليس مجرد لقاء عابر لالتقاط الصور والظهور الإعلامي وينفض المولد، أنما هو لقاء يحدد مسارات الدولة الجنوبية القادمة ويناقش كل الخيارات المطروحة فى شكل الدولة وهيكلها وطريقة الحكم فيها، وسيتم مناقشة كل الاراء المطروحة على طاولة الحوار تحت سقف واحد هو استعادة الدولة الجنوبية الكاملة السيادة بحدود ماقبل العام 1990م، ووضع ميثاق شرف جنوبي ، وبحسب علمي المؤكد أن أغلب أبناء الجنوب أن لم أقل كل أبناء الجنوب مع هذا المطلب وهو استعادة الدولة الجنوبية، وما النضال والتضحيات والآف الشهداء والجرحي والمصابين التى قدمها شعبنا الجنوبي إلا من أجل استعادة دولته، وحضرموت كانت السباقة فى خوض غمار النضال والتضحيات منذ العام 1997م، وسقط الشهداء والجرحي في سبيل ذلك الهدف المنشود، ولها شرف السبق فى التضحيات بسقوط الشهيدين بن همام وبارجاش فى ذلك العام.
أعتقد أن أي مكون جنوبي يؤمن بأستعادة الدولة الجنوبية يتخلف عن اللحاق بركب ذلك اللقاء التشاوري الجنوبي، قد أضاع فرصة طرح وجهة نظره حول مستقبل الدولة الجنوبية وشكلها وهيكها، والمشاركة فى صنع المستقبل للأجيال القادمة، وقد حكم على نفسه بالعزلة التامة، حيث أن ذلك اللقاء هو لحظة تاريخية فارقة فى حياة ومسار نضالات شعبنا الجنوبي، والانتقال صوب بناء الدولة ومؤسساتها على أسس وقواعد متينة، متجاوزين عقد الماضي من شكاوي الاقصاء والتهميش، فاتحين كل نوافد وأبواب الشراكة الحقيقة في بناء الدولة الجنوبية من المهرة إلى باب المندب دون أقصاء أوتهميش لأي كان من أبناء الوطن الجنوبي.
لاشك أن اللقاء سيجسد التلاحم الجنوبي ويعزز توحيد الصف الجنوبي فى مواجهة الاخطار والمؤامرت التى تحاك ضد شعبنا الجنوبي والمحاولات المستميتة من قبل قوي الاحتلال اليمني لشق وحدة الصف الجنوبي وبث الفتن بين أبناء شعبنا، ولن تكون مسرحية أطلاق سراح الاسير الجنوبي البطل اللواء فيصل رجب آخرها، ولكنها فتن ومؤامرات مستمرة على الدوام، فما أن تم الإعلان عن موعد عقد اللقاء التشاوري الجنوبي حتى أشتغلت أبواق الفتن والمؤامرات والدساس معلنة بأن حضرموت تقاطع اللقاء التشاوري الجنوبي، في استخفاف واضح بعقولنا، فلايعني أن مكون حضرمي أعلن أنه لن يشارك في اللقاء التشاوري أن كل حضرموت قد قاطعت اللقاء، ففي هذا اللحظات التي أسطر فيها كلمات هذا المقال قد وصلت بالفعل الكثير من الشخصيات الحضرمية فى اطار مكوناتها أو فى أطار دورها المجتمعي وشخصياتها الأعتبارية، فحضرموت هي خاصرت الجنوب وركنه الاساسي، والجناح الآخر الذي من خلاله يحلق الجنوب عليا للوصول الى الدولة الجنوبية واستعادتها من براثين الاحتلال اليمني، أنا حضرمي ومع حصول حضرموت على حقوقها كاملة دون انتقاص وسيادة أبنائها على ثرواتها وأرضها، وأن تكون أقليما ولكن في أطار الدولة الجنوبية الفدرالية، بعيدا عن صنعاء وناهبيها، الذين نهبوها خلال أكثر من ثلاثين عاما، وأكلوا الأخضر واليابس فيها .
*- أنيس عبدالله عوشان