تزينت رفوف مكتبتي اليوم بوصول نسخة من ديوان ابن يحيى العلامة المجاهد في سبيل الله باللسان والسنان عبدالله بن عمر بن يحيى (1209 هجرية - 1265هجرية)
دخل الى الهند وانكر أحوال بعض أهل الطرائق بها فدسوا له السم وكاد ان يودي بحياته لولا لطف الله وتسخير ملك حيدر اباد حذاق الاطباء لمعالجته.
وقارع الاحتلال الهولندي بمجرد دخوله جاوة المحتلة آنذاك واستطاع ان ينجوا من حصار القوات الهولنديه لمقر اقامته باعجوبه.
كما كان بحضرموت من المقاومين لحكام الجور والاستبداد حتى ارسل اليه السلطان جنوده وتوعدهم بالقتل اذا لم ينجحوا في القبض عليه او قتله ولما استاذن والدته المجاهدة خديجة بنت الحسين بن طاهر للخروج اليهم شدت على يديه قائلة:
"وهل في مثل هذا استئذان؟ إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسافرون ويغزون طلبا للشهادة وقد جاءتك إلى باب بيتك فاخرج متوكلا على الله ناصرا لدين الله"
وخرج لهم بشجاعة فذلوا واستطاع الخلاص منهم.
كان الاهتمام بشؤون الأمة ومقارعة الظلمة الهاجس الشاغل للمجاهد ابن يحيى منذ صباه إلى جانب خاله المجاهد طاهر بن الحسين بن طاهر وكان من أوائل المبايعين له على الجهاد في سبيل الله ولمع اسمه رغم حداثة سنة بين قادة الثورة الطاهرية.
ومن قصيدة له يستنهض الهمم لمقارعة الظلم والاستعباد ويقتبس من شعلة الثورة الحسينية الخالدة:
وفي الحسين الذي من زينه انفصلت
آباؤنا أسوة فاصخوا لمن نصحا
ما كان مخرجه من أرض طيبة من
هون ولكن تأبى دولة الوقحا
ولم يدن بعد ما دان الأنام لهم
جمعا ولم يصغ للساعين والصلحا
ولم يرى عذره الا ولايته
أو قتله فانظروا العقل الذي رجحا
فقد رأى القتل أولى من بقاء على
ملك يزيد الذي في الظلم قد كدحا
والدين قد هدمت منه القواعد والكفر استبان وباب الظلم قد فتحا
حسن صالح الكاف ـ بتصرف من صفحة الكاتب على فيسبوك