قال أستاذ جامعي أن "الوصول إلى تسوية شاملة وناجحة مازال بعيد المنال، التسويات الناجحة لها شروطها أهمها: اقتناع أطراف النزاع بضرورة قبول بعضها البعض، وتقديم تنازلات شجاعة للوصول إلى تسوية عادلة تستوعب الجميع".
وقال الدكتور "محمود السالمي" في موضوع تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه وجاء في سياقه:
أزمة اليمن أزمة معقدة ومركبة ولها أبعاد سياسية واجتماعية ومذهبية مختلفة، والأهم من ذلك كله انه لا يوجد استعداد حقيقي عند كل طرف من الأطراف الفاعلة بالميدان للقبول بالطرف الآخر، لاسيما الجماعات والأحزاب التي لها طابع مذهبي وعصبي، فمشاريعها في الأساس مشاريع شمولية، ولا مكان فيها للآخر المختلف، ولا تشعر انها وصية على الوطن فحسب بل وعلى الدين، ولذلك لا مجال عندها للتنازل، لانه من وجه نظرها تنازل عن الدين والمذهب.
مايحدث اليوم هو ان كل الأطراف تعبت وملت من الحرب بما فيها التحالف، ولذلك من مصلحة تلك الاطراف كلها الدخول في مدة استراحة، قد تطول وقد تقصر ولكن المؤكد انها ستنتهي بجولة صراع أخرى حاسمة.
تاريخ اليمن إلى اليوم لا يعرف التسويات العادلة، كل ازماته تنتهي بانتصار طرف، وهزيمة الطرف الآخر، وبعد مدة يتحول الطرف المنتصر إلى عدة اطراف تدخل في جولة جديدة من الصراع وهكذا.
ربما سيختلف الامر في المستقبل إذا وصلت إلى السلطة قوى وطنية حديثة، لكن طالما الامر في يد القوى التقليدية المتخلفة فالمستقبل لن يختلف عن الماضي.