أصابهم اليأس: لماذا تراجع إخوان اليمن عن هدف حكم صنعاء؟

2023-12-26 16:07
أصابهم اليأس: لماذا تراجع إخوان اليمن عن هدف حكم صنعاء؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - خاص بصحيفة الايام عدن

هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح نفسها على كل متابع حول ما تبقى من أهداف إخوان المسلمين في اليمن على ضوء مشاريع التسوية المتداولة في المنطقة، لكن أهمها هما سؤالان:

 

هل لا يزال إخوان المسلمين يريدون العودة إلى الحكم مرة أخرى في صنعاء؟

وهل هناك من يعتقد أنهم أرادوا أو يريدون هزيمة مليشيات الحوثي و إخراجهم من صنعاء؟

 

 في إعتقادي أن من ظن أو يظن ذلك فهو لا يدرك طريقة تفكير هذه الجماعة الموغلة في نهجها الباطني.

 

الإخوان يريدون بل يتمنون العودة إلى الحكم في صنعاء و لكنهم أدركوا مبكرا من بدايات الحرب وعلموا من حينها علم اليقين أن عودتهم إلى حكم صنعاء أصبحت غير ممكنة بل مستحيلة في العقود القريبة القادمة بسبب تغير الظروف محليا وظهور قوى جديدة على الساحة سحبت البساط من تحت أقدامهم وكذلك الظروف الإقليمية والدولية التي أسقطت حكم رفاقهم في مصر وتونس و المغرب و منعتهم في ليبيا و أخيرا في السودان، هذه الظروف لن تسمح لهم بالعودة إلى صنعاء حكاما أو حتى شركاء فاعلين في الحكم.

 

مع إدراكهم المبكر لصعوبة عودتهم للحكم، عملوا على جعل هزيمة الحوثي غير ممكنة من خلال خلخلة ما تبقى من جيش و مقاومة وطنية واستبدلوها بمقاومتهم الخاصة وشكلوا وحدات جيشهم الخاص من المعلمين و بائعي العسل و الحبة السوداء وعينوهم قادة برتب عالية لنهب المال العام وبيع السلاح المقدم من دول التحالف من أول يوم و مارسوا الغدر و الخيانة مع قوات التحالف العربي وحولوا الدعم المقدم للشرعية لمحاربة الحوثي و تسييله إلى إستثمارات خاصة ثم سلموا المعسكرات واحدا تلو الاخر للحوثة.

 

لكن هذا الهروب المنظم من ميدان المعركة لم يوقفهم عن التحريض ودعم الإرهاب في حرب أخرى ضد الجنوب و ما غزوة خيبر إلا جزء من مسيرة غدرهم و خيانتهم للمعركة الرئيسة حيث استمروا يدفعون بأذرعهم الإرهابية لمواصلة حربهم الغير مقدسة في الجنوب.

 

إذاً إلى ماذا يسعى الإخوان الآن؟

 

الإجابة بكل بساطة أن هدفهم في غاية الوضوح ويمكن لأي مراقب فطن أن يستنتجه دون عناء من خلال ما يجري في الواقع اليومي من تخريب وتعطيل لإدارات السلطة في محافظات الجنوب المحررة ووضع كل العراقيل أمامها مع بؤس وفشل بعض القائمين عليها، ومنع تيسير تسيير خدماتها من خلال بقاياهم في الشرعية مع توسيع نطاق الفوضى ونقلها من محافظة إلى أخرى، واعاقة كل المبادرات الوطنية والإقليمية لتوحيد الجنوبيين.

 

الهدف الرئيس من كل هذا في هذه المرحلة بالنسبة للإخوان بإختصار هو تدمير وتمزيق الجنوب بالذات للإنتقام من هذا الشعب الذي رفضهم، رافعون شعار أما جنوب يمني أو تقسيم الجنوب أي "أما وحدة يمنية او لا جنوب موحد" .

 

لذلك، هكذا يدير الإخوان المشهد ويتآمرون بعد أن ضمنوا أنهم سينعمون بالثروات التي نهبوها على حساب دماء الابرياء التي حولوها إلى ارصدة بنكية و طاروا بها إلى تركيا وماليزيا والقاهرة وبعض أوربا، ليهنوا بها بعد أن ألحقوا أولادهم في المدارس والجامعات و تركوا قواعدهم البائسة في مهب الريح و الفقر، بينما أصبحت أعمالهم الخاصة مستمرة دون عوائق.

 

د. حسين لقور #بن_عيدان