في ذكرى التسامح والتصالح الجنوبي

2024-01-13 11:30

 

راهنت كثير من النخب والأحزاب السياسية المعادية للجنوب على أحداث 13 يناير 1986 م الدامية، لرسم صورة سيئة للأجيال الجنوبية، مفادها أن سيناريو تلك الأحداث سيتكرر متى ما حصل الجنوبيون على مبتغاهم في الحل العادل للقضية الجنوبية، و ذلك لبث الفرقة والشتات بينهم ومحاولة زرع اقتتال جنوبي جنوبي.

 

غير أن كثير من النخب السياسية والعسكرية والمدنية الجنوبية فوتت تلك الفرصة على المتربصين، لتجعل 13 يناير يوما للم الشمل ونبذ الفرقة، لتهز كيان أعداء الجنوب وتحرق آخر أوراقهم لتمزيق النسيج الجنوبي الذي مزقوه بعد حرب 1994م.

 

ها نحن اليوم في ذكرى التسامح و التصالح الجنوبي، والقضية الجنوبية في أحسن حالاتها وقاب قوسين أو أدنى في الوصول إلى هدفها السامي، بفضل من الله ثم بفضل رجالها على أرض الواقع وجبهات البطولة.

 

ويبقى التسامح والتصالح الجنوبي هو الخيار الوحيد في هذه المرحلة للسير نحو تحقيق الهدف الشامل ولملمة جراح الماضي والتطلع إلى المستقبل نحو غدا أفضل.

 

لا مفر من حوارات شفافة يسودها تفاهمات جريئة بعيدا عن المصالح الضيقة وعبارات التخوين، وكذا الجلوس على طاولة حوار جنوبي جنوبي لحلحلة كل الاشكاليات، والتقارب في الرؤى ووضع مصلحة الشعب الجنوبي فوق كل الاعتبارات.

 

 نحن بحاجة ماسة إلى تنازلات جريئة من كل التكتلات الجنوبية للملمة الشمل الجنوبي حتى نرسل رسالة للعالم بأننا أصحاب قضية، لا مساومة عليها وأننا قادرون على الحوار والخروج بتفاهمات تمهد لرؤى واضحة تعيد المجد للشعب الجنوبي بعد سنوات عجاف طويلة من الإقصاء والتهميش والتشريد.

 

في اعتقادي إنها الفرصة الأخيرة للجنوبيين لنيل مبتغاهم، لذا يجب علينا أن نظهر للعالم حسن النوايا وذلك بالتسامح والتصالح ونسيان الماضي والتطلع للمستقبل، وخلق علاقات إيجابية قائمة على الحب والتعايش والاحترام المتبادل.

 

 ودمتم في رعاية الله