إهانة وإذلال المعلم

2024-02-13 20:36

 

شهادته الجامعية بمعية مئات من شهاداته التقديرية ودوراته، فَرَشَ بها غرفة ضيوفه بعد أن امتلأت، معلقا عليها قائلا: ما فائدة تلك الشهادات وأنا لا استطيع أن أحصل على لقمة العشاء!

 

ومدير ووكيل مدرسة يعملان عمل عضلي إضافي عند طالب سابق، غادر المدرسة والتحق بالسلك العسكري ويستلم راتب بالريال السعودي.

 

تلك مواقف قليلة مهينة يا مسؤولين لمعلمين اهتانوا بعد أن ضاق بهم الحال من سوء معاملتكم وتسويفكم وكذبكم وتنصلكم وخبثكم وتحايلكم والاعيبكم، ونسيان فضله بعد الله في تربعكم عرش المسؤولية منذ أن أتيتم إلى المدرسة وبالكاد تنطقوا حرفا أو كلمة.

 

جئتم ودخلتم أسوار المدرسة يا مسؤولين ( ........),  والذعر والخوف ورائحة البول تفوح من بعضكم والبعض صياحه يسمع كل من به صمم لأجل بقاء أمه بجانبه، من رهبة اليوم الأول للدراسة، ليأتي هذا المعلم ويطفئ لهيب هذا الخوف ويشد من عضدكم ويقوم بدوره في تطبيع الأجواء ويشعركم أن المدرسة هي بيتكم الثاني وأنه ولي أمركم الثاني.

 

كبرتم وتعلمتم على يده، فأصبح منكم الدكتور  والمهندس والطيّار والمحامي والوزير والمسؤول ووووووو، ليأتي منكم من يتطاول عليه بكل وقاحة، تارة بعدم أحقيته  لنيل حقوقه بالطرق التي كفلها له القانون، وتارة أخرى بفلسفة زائدة وكبرياء العيش الرغيد.

 

إهانة وإذلال للمعلم والموظف بشكل عام، ما سمعت عنه في كل العصور، في ظل صمت مطبق ممن وكلناه أمرنا، ومسؤولين همّهم الوحيد تأمين مستقبل أولادهم وتوظيفهم في المرافق الدسمة وبين سفارات الخارج، وتاركين هذا الشعب قائما، يعاني ويلات سوء الخدمات ولهيب الأسعار وإسهال العملة الذي لم تقدر وزارة المالية ولا بنك الغفلة من توقيفه.

 

رويتب لا يتجاوز 200 ريال سعودي في خدمة، سلكها التدريسي بدأ يتهاوى ويتقطع من طولها، فكيف بالموظفين الجدد والمتعاقدين.

 

في الأخير، ليس لنا إلا الله، ولا نملك غير الدعاء بأن ينتقم لنا من كل من تسبب في تلك المعاناة من مسؤولين صغار أوكبار، الصغار لأنهم سببا في تلك التراكمات الحقوقية بالعرقلة والمزايدة خوفا على كراسيهم، والكبار لأنهم لصوص كل ما شبعوا جاعوا.

 

ودمتم في رعاية الله