*-الصورة
هذا الرجل المسن من قبيلة العوالق كان حاضر حفل تخرج ٣ من بناته
العجيب الذي جعلني اقف في ذهول انه بقي ٥ سنوات ينقلهن كل صباح من القريه مسافه ٤٠ كيلو الى الجامعه ويعود بهن اخر النهار يتحمل مشقه وكلفه الطريق والسنه المجتمع الناقد لتعليم الفتاه...
*- شبوة برس - د صلاح سالم احمد
دعونا نرفع القبعات لهذا الشيخ العولقي الجنوبي الحر الذي يعي ان العلم سلاح جبار بيحول الليل الى نهار ..ونعم بشيخنا هذا انموذجا وقدوة حسنة لمن اراد ان يفهم ان العلم نور والجهل ظلام ..
ومانود قوله هنا ان العوالق ليس بغريب عليهم الجمع بين القبيلة والسياسة والعلم .فمن بينهم برز قادة الفترة الذهبية للسياسة الخارجية للجنوب بادارتهم لحقيبة الخارجية بحنكة والعوالق سجل تاريخهم مرصع برجال قادة عسكريين ومدنيين على مستوى عال .
قد لايعرف البعض اليوم ايضا انه يوجد المئات بل لربما الالاف من ابناء العوالق اصبحوا من حملة شهادات الماجستير والدكتوراة في مختلف التخصصات ..ولذا نقول لو تمكن العوالق من تنظيم انفسهم لما فيه خير ارضهم وبما يخدم شبوة والجنوب بعيدا عن حسابات الربح والخسارة فهم مؤهلين لذلك وامتدادهم الجغرافي في ماكان يسمى دولة اتحاد الجنوب العربي فهم يشكلون أشبه بدولة مصغرة ستجد فيها كل عينات وشرائح مجتمع الدولة واقتصادها الزراعي والحرفي وغيرها من الاقتصاديات برا وبحرا..من احور ابين الى ارض باكازم المحفد ومرورا بمشيخة العوالق في الصعيد وامتدادا الى ضواحي عتق ووصولا الى نصاب وماحولها....!!
لكن مايؤسف ان هناك قوى داخلية وخارجية ارادت تقويض دور العوالق و اشغال الناس بقضايا الثأر والصراعات القبلية والسياسية الامر الذي شتت جهود النخبة فيهم وتم اغراقهم طوعا وقسرا في دائرة التمترس القبلي المبالغ فيه مما اثر في العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع العولقي نفسه وفي خارجه .
كما ان السياسات العنصرية والمناطقية وسوء ادارة الدولة الجنوبية من قبل القيادات المتعاقبة على الحكم في التاريخ الجنوبي المعاصر خلق بعض الاجواء المنفره وزرع اسفين فقدان الثقة في التعامل ...
لذا فالمجتمع الجنوبي وبناء على ماتناولته بحاجة لجهود العوالق وكل قبائل الجنوب ليس لتعزيز وحماية الحاكم لذاته ومن معه . وانما للتكامل في اعادة الاعتبار للجنوب ارضا وانسانا...
فهل نعي ذلك .اتمنى من كل قلبي ان ارى كل قبائل الجنوب وكوادره صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ...ولاانسى في مسك ختام هذه التأملات المستقاة من تجربتي الانسانية والعلمية في شبوة ان اقول هنيئا والف مبروك للعوالق مثل هذا الشيخ الذي اظهر في سلوكه الايمان بروح العلم ..وادرك ان الانسان في هذه الدنيا مهما طال به امد الحياة والعمر في الاخير سيرحل فليحرص ان يترك وراءه ولد صالح يدعو له او صدقة جارية او علم ينتفع الناس به من بعده ..
ويابخت من رعى وربى بما يرضي الله .
د صلاح سالم احمد