التداعيات الخطيرة لسقوط المجلس الانتقالي وانعكاسها على قضية الجنوب العربي

2025-07-10 21:16
التداعيات الخطيرة لسقوط المجلس الانتقالي وانعكاسها على قضية الجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

الفراغ السياسي والعسكري والأمني

سقوط المجلس الانتقالي سيخلق فراغًا كبيرًا على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، حيث لا توجد قوة جنوبية أخرى تمتلك نفس الوزن السياسي والعسكري لملء هذا الفراغ. هذا سيؤدي إلى تعقيد الصراعات الداخلية ويهدد فكرة استقلال دولة الجنوب الموحدة.

 

غياب البديل القوي يعني أن الفراغ قد يُملأ بقوى غير متجانسة أو خارجية، مما يعيد الجنوب إلى مربع التفتيت والصراعات الداخلية.

 

 تأثير على المشروع الجنوبي

سقوط الانتقالي يعني تراجع فكرة "الجنوب الموحد" كمشروع سياسي، حيث أن المجلس كان يمثل الحامل الرئيسي لهذا المشروع. بدون وجود قوة موحدة، قد يعود الجنوب إلى حالة ما قبل 1967 أو ما يشبهها، وهو سيناريو تروج له بعض القوى الإقليمية والدولية.

 

حتى القوى الجنوبية المعارضة للانتقالي، والتي تراهن على التحالفات مع قوى "اليمننة"، ستواجه خطرًا وجوديًا في حال تفتيت الجنوب.

 

تصاعد دور المنظمات الإرهابية والمتطرفة

في ظل الفراغ الأمني، ستكون المنظمات الإرهابية (مثل تنظيم القاعدة أو داعش) هي الرابح المرحلي، حتى يتم تقاسم النفوذ بين القوى الكبرى. بعد ذلك، قد يتم استخدام التيارات الإخوانية والسلفية كأدوات لإدارة الصراعات الداخلية.

 

هذه القوى قد تُدار بطريقة مشابهة لاستراتيجية "بوتين" في إدارة الصراعات بين الجماعات المتنافسة، بحيث يتم إضعافها جميعًا لضمان هيمنة القوى الخارجية.

 

التدخلات الإقليمية والدولية

ما يحدث في هضبة حضرموت ليس مجرد خلاف مع الانتقالي، بل هو جزء من تجربة لفرض نموذج ما قبل 1967، بدعم من قوى إقليمية تهدف إلى إضعاف المشروع الجنوبي.

 

القوى الدولية والإقليمية قد تفضل إبقاء الجنوب في حالة من الفوضى لضمان استمرار نفوذها، بدلاً من دفع نحو استقرار قد يهدد مصالحها.

 

ضرورة البحث عن قواسم مشتركة

حتى القوى الجنوبية التي تختلف مع الانتقالي يجب أن تبحث عن أرضية مشتركة لمواجهة مشروع التفتيت. التحديات الناتجة عن سقوط الانتقالي ستكون كارثية على الجميع، بما في ذلك المعارضين له.

 

التعاون بين القوى الجنوبية، رغم اختلافاتها، قد يكون السبيل الوحيد لتفادي السيناريوهات الأسوأ.

 

الخلاصة

سقوط المجلس الانتقالي الجنوبي ليس في مصلحة أي من القوى الجنوبية، بما في ذلك خصومه. الفراغ الناتج عنه سيؤدي إلى تفاقم الأزمات ويفتح الباب أمام القوى المتطرفة والتدخلات الخارجية. الحل الوحيد يكمن في البحث عن قواسم مشتركة بين جميع الأطراف الجنوبية لضمان وحدة الجنوب وحماية مصالحه في وجه التحديات الوجودية.

 

*- محرر "شبوة برس + صالح علي الدويل