السيدين محمد علي الجفري وشيخان الحبشي في مقر الأمم المتحدة قبل 65 عاما
*- شبوة برس - عبدالله راجح اليهري
من هو شيخان الحبشي ؟
شيخان عبد الله الحبشي من مواليد اندونيسيا عام 1921م من أصول حضرمية عاش في المهجر، درس في المدارس العربية الإسلامية باندونيسيا ثم درس الثانوية والجامعة بالعاصمة العراقية "بغداد".
إذا راجعت حلقات هجرة الحضارم لاندونيسيا "للكاتب" فستجده أول محام من أبناء الجزيرة العربية والخليج، حيث تخرج من جامعة بغداد محامياً عام 1945م. جاء إلى عدن وتميز بتعدد مواهبه فهو كاتب وصحفي كبير ورسام وسياسي من طراز رفيع، أسس مع صديقيه أحمد عمر بافقيه ومحمد سالم باوزير صحيفة الجنوب العربي بعدن لمدة عشر سنوات، كتب عمود صحفي باسم مستعار "ابن الجنوب" حاز مكتبه للمحاه مزاراً لمثقفي عدن وكتابه وسياسيه، وفي عام 1950م تم إشهار حزب رابطة أبناء الجنوب العربي في مكتبه، وتم الحصول على الترخيص للحزب عام 1951م، وكان هو أول المعارضين للانجليز مثل السلطان اليافعي العفيفي والسلطان اللحجي العبدلي. لأن الرابطة تدعو إلى اتحاد الجنوب العربي بعد استقلاله والمجلس العمالي يدعو إلى اتحاد مع أئمة اليمن تحت مسمى "اتحاد اليمن الكبرى" هنا يأتي الخلاف. فعندما عمت عدن مظاهرات وأعمال شغب كثيرة قررت بريطانيا طرد الأستاذ شيخان عبدالله الحبشي من عدن. فأتجه إلى القاهرة وذلك في عام. 1956م. فأسس في إذاعة صوت العرب المصرية ركن الجنوب العربي.
عاش ما يقرب من خمسين عاماً متنقلا بين القاهرة وجدة وبيروت وبغداد عاد إلى عدن عام 1994م قبيل حرب صيف عام 1994م وغادرها ليلة انفجارها زار حضرموت والمكلا الأيام قليلة مات في جدة عام 1995م مات جسده وزهقت روحة ولكن أفكاره باقية وظل أسمه أسطورة للأجيال القادمة.
رجل الاستقلال الأول: حقيقة تاريخية أن شيخان يعتبر رجل الاستقلال الأول للجنوب العربي بدون منافسة عندما حضر إلى الأمم المتحدة عام 1959م ظن أنها ستمنحه الاستقلال وكان الاعتقاد آنذاك الأمم المتحدة تستطيع أن تفعل شي غير أنها لو تكن قد أصدرت قرار منح الاستقلال حسب الإعلان العالمي لحق تقرير مصير الشعوب الدارجة تحت نيران الاستعمار رقم "14" لعام 1960م حتى جاءت قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادرة في 11 ديسمبر عام 1963م باستقلال الجنوب.
مساندته لثورة اليمن: قدم الدعم اللازم لثورة 48 في اليمن ثم عاد إلى حضرموت بعد فشل الثورة وقمعها من قبل الإمام كان مساند لثورة 26 سبتمبر لحكم علاقته برجالاتها مثل: "النعمان والزبيري" وكانوا يحملون مشروع سياسي هو إسقاط النظام في اليمن باختلاف الآخرين من أبناء المناطق الوسطى الدين يطرحون ضم عدن والمحميات الجنوبية في اتحاد مع اليمن بعد فشل مشروع الاتحاد بخلاف السياسي شيخان الحبشي الذي يحمل مشروع وطني من باب المندب إلى المهرة تحت مسمى اتحاد الجنوب العربي علماً بان أكثر المناضلين لحركة القوميين والماركسيين والفصائل الأخرى كانوا أعضاء في رابطة أبناء الجنوب مثل الرئيس قحطان والرئيس سالمين والمفكر اليساري عبد الله باذيب وآخرين قبل انتقالهم إلى مكونات سياسية أخرى لو ترجمة أعماله في حياته إلى اللغات الأخرى لا اعتبر رجل أسطورة أسوة بزعماء الحركة العالمية، لم ينصف لهذا الرجل إلى الآن ولا أعطى له حقه. والواقع الحالي يتجدد بنفس الصراع السياسي السابق بإقصاء الآخرين وطمس مشروع رابطة أبناء الجنوب العربي صراع هوية وثقافة ورفض إسقاط مشروع اليمنية تحت مسمي مشروع فك الارتباط بعودة النظام الدولة والمعروف لا يوجد شمال وجنوب بل يمن واتحاد الجنوب العربي.
لقد مات شيخان في المنفى ونساه الآخرون وأجيال كاملة لا تعرف شي عنه نتيجة الطمس والإقصاء وإحلال آخرين مكانه لا لهم صله بالنضال الوطني في الجنوب، كما هو حاصل اليوم مع زعيم الثورة الجنوبية "حسن أحمد باعوم" وفرض أشخاص غرباء عن النضال مقارنةً به في السياسة والثقافة والفرق شاسع كل ذلك جاء نتيجة رغبة الأخوة المنتصرين بعد الاستقلال واستلامهم السلطة من الاستعمار وفرض حكم مستورد على شعب عربي مسلم.
إن القرارات الأممية الظالمة لا يمكن أن تعطي مشروعية الاحتلال اليمني وان الجنوب يجب أن يعود لأصحابه. رحم الله هذا الرجل النبيل الصادق الذي أنتزع من أصدقاءه ومن أعداءه أعظم الإعجاب وأصدق الحب في التاريخ المعاصر...